أعلنت السلطات الفرنسية السبت مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين في منطقة كالا- جومين بشمال إقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي في إضافة جديدة لضحايا أعمال الشغب التي تجتاح الإقليم منذ خمسة أيام. وقد قامت قوات الأمن في كاليدونيا الجديدة بإغلاق مطارها الدولي وفرض حظر تجول في العاصمة نوميا بعد الاحتجاجات العنيفة على تعديلات دستورية تتيح حقوق التصويت للمهاجرين الذين عاشوا في كاليدونيا الجديدة لعشر سنوات.
ذكر قائد قوات الدرك في كاليدونيا الجديدة الجنرال نيكولا ماتيوس أن شخصا قتل وأصيب آخران شمال الإقليم. وقال ماتيوس: سقط قتيل وأصيب شخصان في منطقة كالا- جومين بشمال الإقليم الفرنسي. ولفت مصدر مطلع على الملف إلى أن القتيل وأحد الجرحى كانا أبا وابنه يحاولان عبور حاجز أقامه منفذو أعمال الشغب. وارتفعت بذلك حصيلة أعمال الشغب إلى ستة قتلى، بينهم اثنان من عناصر الدرك، قتل أحدهما بإطلاق نار عرضي من زميل له أثناء مهمة أمنية، وكحصيلة للتوتر في أرخبيل كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ، حيث يحاول مئات من عناصر الأمن الفرنسيين السبت إعادة الهدوء بعد ليلة خامسة من أعمال الشغب والنهب والاضطرابات التي اندلعت على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل.
وتسعى القوات الفرنسية إلى إعادة الهدوء للأرخبيل الواقع في جنوب المحيط الهادئ. وقامت فرق من مشاة البحرية والشرطة المدججة بالسلاح بدوريات في العاصمة نوميا حيث تغطي الشوارع آثار أعمال العنف الليلية.
وفرضت حالة الطوارئ بعدما تصاعدت المعارضة ضد إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية ليشمل كل المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر. ووصل ألف عنصر إضافي من قوات الشرطة والدرك الفرنسية إلى الأرخبيل، للانضمام إلى 1700 من زملائهم المنتشرين أساسا. ومن المقرر أن يساهم هؤلاء العناصر الجدد في إعادة الاستقرار الى مناطق التوتر الثلاث في نوميا الكبرى التي يقطنها سكان أصليون بشكل رئيسي. ووُضع عشرة من قادة خلية تنسيق العمل الميداني، وهي المجموعة الأكثر تطرفا في جبهة تحرير شعب الكاناك الاشتراكية، قيد الإقامة الجبرية بشبهة رعايتهم أعمال العنف، حسبما أكد وزير الداخلية جيرالد دارمانان. وحذر الوزير المحلي فايموا موليافا من أن الإقليم أصبح على مسار تدميري، قائلا لمنفذي أعمال الشغب أنتم تعاقبون أنفسكم فقط.
وكان المفوض السامي للجمهورية الفرنسية في كاليدونيا الجديدة لوي لو فران قد قال إن التعزيزات الجديدة ستعمل للسيطرة "على المناطق التي أفلتت من أيدينا في الأيام الأخيرة والتي لم تعد السيطرة عليها مضمونة، وخص بالذكر ثلاث مناطق في العاصمة يسكنها سكان أصليون بشكل رئيسي. وواجه استئناف الحوار السياسي الذي يدعو إليه الرئيس إيمانويل ماكرون عقبة مع إلغاء حوار عبر الفيديو كان مقررا أن يعقده الخميس مع مسؤولين منتخبين محليا. وأكد الإليزيه أن الإلغاء مرده أن الأطراف المختلفة لا ترغب في الحوار مع بعضها حاليا.
تزامنا في نوميا، اصطف مئات الأشخاص أمام المتاجر، على أمل التزود بمواد غذائية وإمدادات. وقال أحد موظفي سوبرماركت في ماجينتا تبضعوا خلال عشرة دقائق للسماح للجميع بالحصول على إمدادات. وأشارت إيلين إلى أن الوضع الاقتصادي أصبح أكثر هشاشة في السنوات الأخيرة وإن الاضطرابات التي حصلت هذا الأسبوع ستفاقم الوضع. وقدرت مجموعة أعمال محلية الأضرار المتركزة بشكل خاص في نوميا، بنحو 217 مليون دولار.