توجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أرخبيل كاليدونيا الجديدة الفرنسي الذي يشهد أعمال عنف منذ أيام على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل، حسب ما قالت الناطقة باسم الحكومة بريسكا توفونو. وفي تحد للعملية الأمنية التي تنفذها القوات الفرنسية، أكد مؤيدو الاستقلال ومعظمهم من السكان الأصليين الكاناك، أنهم لن يستسلموا وأقاموا حواجز في الطرقات.
قالت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية بريسكا توفونو إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون توجه إلى أرخبيل كاليدونيا الجديدة الفرنسي الذي يشهد أعمال عنف منذ أيام على خلفية إصلاح انتخابي مثير للجدل.
واندلعت أعمال الشغب الأخيرة في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية ليشمل كلّ المولودين في كاليدونيا والميقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر.
وفي تحد للعملية الأمنية التي تنفّذها القوات الفرنسية، أكد مؤيدو الاستقلال ومعظمهم من السكان الأصليين الكاناك، أنهم لن يستسلموا. وأفاد صحافيو وكالة الأنباء الفرنسية بأن بعض الحواجز التي أزالتها قوات الأمن، أقيمت مجددا من قبل الاستقلاليين. وقال مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية إن شاحنة صغيرة مرت عبر إحدى ضواحي نوميا وعلى ومتنها حوالى عشرة رجال ملثمين ومقنعين. وكان بالإمكان سماع إطلاق قوات مكافحة الشغب للغاز المسيل للدموع أو رذاذ الفلفل في إحدى ضواحي نوميا، بينما أدى حريق إلى تحويل مبنى إحدى الشركات إلى رماد.
وفيما أشاد مفوض الجمهورية الفرنسية بنجاح العملية الأمنية، فقد أكد أنه ستتم إزالة حطام السيارات... في الأيام المقبلة لضمان فتح الطريق. غير أن خلية تنسيق العمل الميداني وهي المجموعة الأكثر تطرفا في جبهة تحرير شعب الكاناك الاشتراكية شدّدت على أنها ستُبقي الحواجز في مكانها. وكان وضع عدد من قادة الخلية قيد الإقامة الجبرية بعد اندلاع أعمال العنف. وقالت المجموعة في بيان إن حواجز الطرق ستمنع مرور جميع المركبات أثناء حظر التجول الليلي باستثناء حالات الطوارئ الصحية وعناصر الإطفاء. وأضاف البيان أن سكان الكاناك الأصليين عانوا من التمييز لفترة طويلة جدا، مشيرا إلى أن المجموعة تسعى إلى حل سلمي، بينما انتقدت خطة الدولة الاستعمارية الفرنسية لتوسيع حقوق التصويت.
وتقول السلطات إنه تم توقيف حوالى 240 شخصاً، بينما تقطعت السبل بحوالى 3200 سائح ومسافر في الأرخبيل الذي يقع على بعد أكثر من ألف كيلومتر شرق أستراليا. ويدرس رئيس الحكومة الفرنسية غابرييل أتال تمديد حالة الطوارئ، التي فُرض بموجبها حظر تجوّل وحظرٌ على تيك توك، إلى ما بعد الأيام الـ12 الأولى. وسيتطلّب ذلك موافقة مجلسي البرلمان الفرنسي. فيما قالت غرفة التجارة والصناعة في كاليدونيا الجديدة الاثنين إن الاضطرابات تسببت في أضرار اقتصادية كارثية. وأشارت إلى أن 150 شركة تعرضت للنهب وإضرام النار فيها.
تعد كاليدونيا الجديدة مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر. وبعد حوالى قرنين، لا يزال يهيمن على سياستها جدل بشأن ما إذا كان ينبغي أن يكون الأرخبيل جزءاً من فرنسا أو أن يتمتع بحكم ذاتي أو باستقلال، وسط انقسام الآراء على أساس عرقي. ويشكل سكان الكاناك الأصليون حوالى 40% من مجموع السكان، لكنهم أكثر فقرا من غيرهم. وتقول جماعات الكاناك إن لوائح التصويت الجديدة ستُضعف أصوات السكان الأصليين. ودعا رؤساء الحكومات في أربع أقاليم فرنسية أخرى في ما وراء البحار، وهي لا ريونيون في المحيط الهندي وجوادلوب ومارتينيك في البحر الكاريبي وجويانا الفرنسية في أمريكا الجنوبية، إلى سحب إصلاح التصويت.