فاجأت رئيسة وزراء بنجلاديش الشيخة حسينة واجد قادة أحزاب تحالفها الـ14 في العاصمة دكا بالكشف عما وصفتها بالمؤامرة لتأسيس دولة مسيحية على غرار تيمور الشرقية، تقتطع جزءا من أراضي بنجلاديش وميانمار، دون الإشارة إلى الدول الساعية إلى تنفيذ ذلك.
وأشارت الشيخة حسينة إلى أن ما اعتبرته تآمرا على بلادها ما زال قائما، وذلك بالسعي إلى إيجاد نموذج يشبه تيمور الشرقية التي انفصلت عن إندونيسيا بدعم دول غربية عام 1999، عقب استفتاء شعبي أممي آنذاك، أدى إلى استقلالها عام 2002.
وحذرت حسينة من أن الدولة المخطط لها ستوفر قاعدة جوية مطلة على خليج البنغال، الذي عرف عبر القرون ممرا إستراتيجيا للتجارة البحرية في منطقة المحيط الهندي، وقالت "أعين كثيرين ترقب هذا المكان.. ولا نريد أن نسمح بحدوث ذلك".
وأضافت رئيسة وزراء بنجلاديش، قد يبدو أنهم يستهدفون بلدا واحدا، لكن الأمر ليس كذلك، أعرف جيدا الدول الأخرى المستهدفة، وتوقعت استمرار مواجهة مزيد من التحديات.
ونقلت معظم صحف بنجلاديش هذه التصريحات مع الإشارة إلى أن المنطقة المقصودة بتأسيس دولة جديدة هي أجزاء من ميانمار إضافة إلى أجزاء من مرتفعات شيتاجونج جنوب شرق بنجلاديش على الحدود مع ميانمار والهند من الجهة الشرقية.
وتحدث بعض الإعلاميين في بنجلاديش عن امتداد المخطط إلى أجزاء من ولايتي ميزورام (87% من سكانها مسيحيون ومانيبور 41% من سكانها مسيحيون في الأطراف الشرقية للهند. وتقع ميزورام تحديدا في موقع جغرافي فريد بين ميانمار وبنجلاديش، وتحد هاتين الولايتين الهنديتين ولاية تشين الميانمارية 91% من سكانها مسيحيون من الغرب والشمال.
كلام الشيخة حسينة جاء في ظل نشاط مسلح لفصائل مختلفة في المناطق الحدودية للدول الثلاث. ففي ولاية تشين الميانمارية ذات النصف المليون نسمة، تزداد حدة المواجهات بين الجيش وفصائل عديدة، وفي مقدمتها جبهة التشين القومية التي أقرت دستورا لولاية التشين ذات الأغلبية المسيحية في ديسمبر الماضي، معلنة حكما للولاية يرفض حكم العسكر.
ومؤخرا، بدأت تنشط بين مرتفعات شيتاجونج البنجلاديشية وما جاورها من ولاية تشين الميانمارية، ما يعرف بجبهة كوكي-تشين، والتي تعد تنظيما مسلحا محظورا أسسه ناثان بوم، الخريج من جامعة داكا عام 2008 كمنظمة تنموية لقومية كوكي- تشين، ثم تحول إلى تنظيم مسلح عام 2017. وبرز هذا الفصيل بشكل لافت في وسائل التواصل الاجتماعي قبل عامين، مع سعيه لتأسيس ولاية منفصلة بحكم ذاتي لـ6 مجموعات إثنية، يقولون إنهم السكان الأصليون للمنطقة. وتحول معظم هؤلاء من البوذية والمعتقدات القديمة إلى المسيحية خلال العقود الماضية بفعل النشاط التبشيري الواسع بينهم، حسب دراسة نشرها مير مشرف حسين باكبير، في صحيفة أوبزرفر البنجلاديشية.
تقول الدراسة إن أعداد هؤلاء قليلة جدا وهي أقل من 1% من سكان المناطق التي يريدون حكمها ذاتيا أو الانفصال بها، وفي ظل دعم أجنبي يتلقاه هذا الفصيل. ويرى معد الدراسة وهو رئيس تحرير وكالة محمدي للأنباء ضرورة أن تسعى حكومة بنجلاديش إلى اتفاقية سلام شاملة تعمل على احتواء العناصر المسلحة وترسيخ التنمية وحقوق المجموعات الإثنية لقومية كوكي- تشين.
وقال حسين باكبير إن المنطقة الحدودية الجبلية لمثلث الهند وميانمار وبنجلاديش تزداد أهمية جيوسياسية في ظل تحولات في موازين القوى في المنطقة.
وتتحدث السلطات البنجلاديشية عن علاقات بين فصائل مسلحة مختلفة للقوميات التي تسكن المناطق الحدودية للدول الثلاث، ميانمار وبنجلاديش والهند، وتقول إنهم يسعون جاهدين إلى تأسيس علاقات وطيدة بينهم وتأسيس كيان مستقل في تلك المناطق الموزعة بين الولايات الطرفية للدول الثلاث.