اعترفت أسبانيا وإيرلندا والنرويج، رسميا بدولة فلسطين على الرغم من رد الفعل الغاضب من إسرائيل التي تعتبر ذلك مكافأة لحركة حماس. في حين تقول أسبانيا إن في ذلك إحقاق للعدالة للشعب الفلسطيني، وقال رئيس الوزراء الأسباني بيدرو سانشيز أن الاعتراف بدولة فلسطين ضروري لتحقيق السلام مشددا على أن القرار لم يتخذ ضد أي طرف وخصوصا ليس ضد إسرائيل. وأضاف أن الاعتراف بدولة فلسطين يعكس رفضنا التام لحماس التي هي ضد حل الدولتين.
وكان وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس قد أكد في بروكسل، إلى جانب نظيريه الإيرلندي والنرويجي، أن الاعتراف بدولة فلسطين إحقاق للعدالة للشعب الفلسطيني.
وتأمل هذه الدول الأوروبية الثلاث واثنان منهما عضوان في الاتحاد الأوروبي (إسبانيا وإيرلندا)، في أن تحمل مبادرتها ذات البعد الرمزي، دولا أخرى على الانضمام إليها. وتشدد هذه الدول على الدور الذي اضطلعت به أسبانيا والنرويج في عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي. فقد استضافت مدريد مؤتمرا للسلام في العام 1991 قبل سنتين على اتفاقات أوسلو في العام 1993.
وبدورها أعلنت سلوفينيا أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين. إلا أن المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي. إذ ترى دول أعضاء أخرى مثل فرنسا أن الوقت غير مؤات راهنا. أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.
ومع أسبانيا وإيرلندا والنرويج تكون 145 دولة قد اعترفت بدولة فلسطين من أصل 193 دولة عضوا في الأمم المتحدة وفق تعداد للسلطة الوطنية الفلسطينية. وتبقى غالبية الدول الأوروبية الغربية غائبة عن هذه القائمة، مثلها مثل أمريكا الشمالية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية.
وحتى الآن كانت السويد الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي اعترف بدولة فلسطين في العام 2014. أما تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا وقبرص فكانت قد اعترفت بها قبل انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.
وأثار قرار مدريد ودبلن وأوسلو الأسبوع الماضي، غضب إسرائيل. وقد تصاعد التوتر بشكل مطرد في الأيام الأخيرة. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد اتخذ إجراءات عقابية حيال القنصلية الإسبانية في القدس التي أمرها بوقف تقديم الخدمات القنصلية للفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة اعتبارا من الأول من يونيو.
وشددت وزيرة الدفاع الأسبانية مارجاريتا روبلس من لهجتها متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة فعلية في غزة وهي عبارة اقتصر استخدامها حتى الآن على وزراء اليسار المتطرف في إسبانيا وأحجم عن استخدامها أي عضو اشتراكي في الحكومة الإسبانية.
وأكد وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن أن البعض وصف قرارنا بأنه مكافأة ممنوحة للإرهاب. هذا بعيد كل البعد عن الحقيقة مشددا على أن قرار الاعتراف بدولة فلسطين ينم عن إرادة دبلن ومدريد وأوسلو لقيام مستقبل من العلاقات الطبيعية بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.