حمّل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أطرافاً ترغب في استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا المسؤولية عن فشل مفاوضات السلام بينهما. بينما كشفت موسكو عن استعدادها للمشاركة في مفاوضات سلام تخطط لها الصين. وقال إردوغان، في كلمة خلال حضوره ختام مناورات افس 2024 في إزمير غرب تركيا الخميس، إن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب وتغذيها.
وأضاف الرئيس التركي: الحرب الروسية- الأوكرانية دخلت عامها الثالث، وتركيا لعبت دوراً مهماً في تنظيم مفاوضات إسطنبول بين الطرفين الروسي والأوكراني، ولكن تلك المفاوضات فشلت بسبب الدول التي تدعم الحرب في أوكرانيا وتغذيها.
وتابع أن تركيا ليست دولة بعيدة عن التطورات العالمية، وأنها تقع في بقعة جغرافية تشتد فيها الصراعات والأزمات السياسية، وتعمل على زيادة رقعة أصدقائها، ومستعدة للحوار والتواصل وتعزيز العلاقات مع كل من يحترم مصالحها ويريد تطوير التعاون معها.
وجاء حديث أردوغان، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، أن الصين قد تنظم مؤتمر سلام تشارك فيه كل روسيا وأوكرانيا. وقال لافروف، لوسائل إعلام روسية، إن بلاده تتفق مع الصين على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع مع أوكرانيا، وحماية المصالح القانونية لجميع الأطراف، على أن ترتكز الاتفاقات اللاحقة على مبدأ ضمان الأمن بشكل متساوٍ، موضحاً أن هذا يستلزم مراعاة الحقائق على الأرض، والتي تعكس إرادة من يعيشون هناك.
وتبدي روسيا استعدادها لمفاوضات مع أوكرانيا شريطة أن تعترف الأخيرة بالمكاسب التي حققتها على الأرض خلال الحرب، وهو ما ترفضه أوكرانيا بدورها.
في السياق ذاته، أكد وزير الدفاع التركي، يشار جولر، أن بلاده مستمرة في انتهاج سياسات فعالة ومتوازنة وموجهة نحو السلام بشأن حل الكثير من المشاكل والأزمات المتزايدة بشكل خاص في الفترة الأخيرة. وقال جولر، في كلمة خلال مشاركة في ختام مناورات افس 2024 في إزمير، إن هذا النهج السياسي المتبع من جانب تركيا جعل منها عنصراً لا غنى عنه في البنية الأمنية الدولية في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العالم، والتي تزداد فيها حالة عدم الاستقرار وعدم اليقين.
على صعيد آخر، بحث وزير الطاقة الأوكراني، جيرمان جالوشينكو، مع السفير التركي في بلاده، مصطفى ليفنت بيلجن، التعاون في التغلب على عواقب الهجمات الروسية على نظام الطاقة في أوكرانيا. ونقلت وسائل إعلام تركية تصريحات أدلى بها جالوشينكو، وأكد فيها أن التعاون مع تركيا في هذا المجال سيركز، بشكل أكبر، على منطقتي خاركيف وأوديسا في شرق أوكرانيا.
وأضاف أنه ناقش مع السفير التركي الوضع الصعب الذي يواجهه نظام الطاقة الأوكراني بعد تجدد الهجمات الروسية واسعة النطاق، والتعاون بين البلدين للتغلب على تبعات تلك الهجمات. وأوضح الوزير الأوكراني أن المهمة الرئيسية الآن هي زيادة مرونة نظام الطاقة وتعزيز قدرة توليد الكهرباء، بما في ذلك تطوير قدرات التوليد الموزعة والمتنقلة. وأشارت وسائل الإعلام إلى أن السفير التركي أكد للوزير الأوكراني استعداد عدد من الشركات التركية للمشاركة في المشروعات الرامية إلى تعزيز نظام الطاقة الأوكراني.