نقلت وكالة رويترز للأنباء ما قالت إنه تسريبات من اجتماع برلماني مغلق، تفيد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار إلى إمكانية الشروع في المرحلة الأولى من الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في غزة، لكنْ دون ضرورة للالتزام باتفاق بشأن المرحلتين التاليتين.
ولم يؤكّد مسؤولون إسرائيليون هذه التسريبات بشكل مباشر، لكنها تشير إلى احتمالية دخول إسرائيل في هدنة مبدئية رغم استبعاد حكومة نتنياهو وضْع نهاية للحرب في غزة على نحو ما تطالب به حركة حماس. ويتوافق ذلك مع تصريحات أدلى بها كبير مستشاري نتنياهو للسياسة الخارجية، أوفير فولك، لصحيفة صنداي تايمز، وصف فيها الخطة الأمريكية بأنها "صفقة وافقنا عليها. ورغم أنها ليست اتفاقا جيدا لكننا نريد بشدة إطلاق سراح جميع الرهائن. وثمة تفاصيل كثيرة يتعين العمل عليها.
وقالت حماس إنها تنظر بشكل إيجابي إلى الخطة الأمريكية، وقد سبق للحركة الفلسطينية أنْ قبلت بشروط مشابهة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لم يعلن بعدُ موافقته رسمياً على الخطة.
وتشتمل الخطة الأمريكية (خريطة الطريق) باختصار على ثلاث مراحل: الأولى ستبدأ بوقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وبانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن (لا سيما النساء والعجائز والجرحى) لدى حماس، في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. وتتضمن المرحلة الثانية انسحاب الجنود الإسرائيليين بشكل كامل من قطاع غزة، في مقابل أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء الباقين لديها، بمن فيهم الجنود، وسيتم الانتقال بوقف إطلاق النار ليكون وقفا دائماً للأعمال العدائية. أما المرحلة الثالثة من الخطة فتشمل إطلاق عملية إعادة إعمار لقطاع غزة ودعم استقرار القطاع من جانب الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.
وفي هذه الأثناء، تدفع الولايات المتحدة بجهود دبلوماسية على مسارَين في غزة: فهي إذ تسعى إلى وقف الحرب عبر مقترح بهُدنة مدعوم من الرئيس بايدن، فإنها أيضا ستشارك في محادثات خلال الأيام القليلة المقبلة لإعادة فتح طريق أمام المساعدات لدخول قطاع غزة، وكلا المسارَين اللذين تسلكهما الولايات المتحدة مليئان بالعقبات، حسبما أفاد تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وعلى الأرض، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن الأوضاع الإنسانية في غزة أصبحت مخيفة، في ظل نزوح نحو مليون إنسان من رفح. وأوضحت الأونروا أن آلاف الأُسر اضطرت إلى اللجوء لأطلال منازل في مدينة خان يونس، شمالي مدينة رفح التي يعتقد أنها تؤوي نحو1.7 مليون إنسان. ونوهت الأونروا إلى أن جميع مقرّاتها الـ 36 في رفح أصبحت خاوية على عروشها.
وقال برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه لم يعد بإمكاننا عمل شيء يُذكر للناس في رفح، حيث الطرق غير آمنة والحركة مقيدة، فضلا عن أن معظم شركائنا والوكالات الإغاثية الأخرى اضطرت هي أيضا إلى النزوح.