مشروع "الدولة الكردية" يأتي إلي الواجهة من جديد وبسبب ذلك تلقي أنقرة باللوم على الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ما هو جوهر هذا المشروع، أين حدود كردستان الوهمية ؟
تعقيبا علي ذلك قال الخبير السياسي محمد كوتلو، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري إن فإن بناء الدولة ليس مثل بناء منظمة إرهابية. تخطط منظمة PKK/YPG الإرهابية، التي تسيطر على ما يقرب من 40 بالمائة من الأراضي السورية جنوب الحدود التركية، لإجراء انتخابات مرة أخرى في 11 يونيو بدعم من الولايات المتحدة وبعد الانتخابات، سيتم إنشاء الحكم الذاتي الكردي في شمال العراق وسرعان ما سيتم الاعتراف بهذه المنطقة أولاً من قبل الدول الغربية ثم من قبل الدول الأخرى الخاضعة لنفوذ القوى العالمية،. وعارضت تركيا والسكان العرب والتركمان في المنطقة هذه الخطة بشكل علني. وعندما أعلنت عناصر أخرى غير الأكراد عدم اعترافها بالانتخابات، لم يجرؤ الأكراد، الذين يشكلون 4% فقط من السكان، على إجراء الانتخابات وإعلان السيادة على هذه الأراضي على الرغم من دعم الولايات المتحدة وأعلنوا تأجيل الانتخابات حتى أغسطس. وكان على الولايات المتحدة أيضاً أن تعلن أنها لن تدعم الانتخابات التي ستجرى في ظل الظروف الحالية. لأن بناء إدارة إقليمية مستقلة ودولة ليس مثل العيش في كهوف على سفوح الجبال وارتكاب أعمال إرهابية.
وأضاف : أن الأكراد هم أمة كانت تتعرض باستمرار للتحدي والاستفزاز من قبل القوى الإمبريالية قبل الحرب العالمية الأولى. وكانت السمة المشتركة بين الدول العثمانية السابقة التي أنشأها البريطانيون والفرنسيون في المنطقة بعد الحرب العالمية هي أن كلاً منهم اعتمد على موارد النفط والطاقة, لذلك، ليس من المستغرب أن تكون هناك رواسب هيدروكربونية ضخمة داخل حدود دمية "الإرهاب" المزمع إنشاؤها في المرحلة الأخيرة. ويري بعض المراقبين المستقلين أن احتياطيات النفط في شمال العراق وشمال سوريا، والتي لم يتم الكشف عنها رسميا بعد، أكبر بكثير من احتياطيات المملكة العربية السعودية.
وتابع : يخطط الإمبرياليون في الواقع لملء خزائنهم بدولة عميلة سيبنونها من خلال إنشاء حدود جديدة حول رواسب الهيدروكربونات في المنطقة. هذا هو الجزء الإقتصادي من الخطة كما أن هناك جانبا تاريخيا ودينيا للقضية يعود إلى آلاف السنين. "دولة إسرائيل الكبرى"، التي يمكننا تعريفها بأنها الحلم الذي وضعه اليهود في التوراة المحرفة، تشمل أيضاً المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا. إن الدولة العميلة التي سيتم إنشاؤها من خلال فصل جغرافيا تمتد من إيران إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا، باختصار، يبدو أن البيئة التي دشنها الإمبرياليون من خلال ترويع المنطقة لعقود من الزمن بعيدة كل البعد عن تحقيق النتائج كما هو مخطط لها. حيث يمكنهم سراً إنشاء منظمات إرهابية، وتقديم آلاف الشاحنات من الأسلحة، وإرهاب المنطقة بالإرهابيين المرتزقة، لكن بناء الدولة شيء آخر.
ترجمة : لقمان يونس