كرر الرئيس الفرنسي رفضه الاستسلام إلى الأمر الواقع وإعطاء مفاتيح السلطة إلى اليمين واليسار المتطرفين بمناسبة الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 30 يونيو و7 يوليو المقبل. فيما دعا كل من يؤمن بالديمقراطية وبأسس الجمهورية إلى الانضمام إلى التكتل الرئاسي من أجل الحصول على الأغلبية في الجمعية الوطنية المقبلة التي ستمكنه من مواصلة الإصلاحات ومساعدة الفرنسيين وفق تصريحاته. كما نفى نيته الاستقالة في حال حصل اليمين المتطرف على غالبية المقاعد بعد الانتخابات التشريعية.
وبعدما أشاد بما قامت به الحكومات السابقة والنواب منذ إعادة انتخابه لولاية ثانية في مايو 2022 الماضي، قدم ماكرون الأسباب التي جعلته يقرر حل الجمعية الوطنية الفرنسية، ويدعو إلى تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. ومن بين هذه الأسباب، التشتت السياسي في الجمعية الوطنية الذي حال دون امتلاك أغلبية برلمانية كافية لتمرير القوانين ثم نتائج الانتخابات الأوروبية التي خرج منها حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) منتصرا، بحصوله على 32% من الأصوات. وعلل ماكرون تصويت الفرنسيين لصالح حزب اليمين المتطرف بمواجهتهم للعديد من المشاكل التي لم تحل بعد، على غرار تراجع الأمن في البلاد وانهيار قدرتهم الشرائية، إضافة إلى المشاكل المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.
وجه ماكرون انتقادات لاذعة لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، ومن يريد الالتحاق به ولليسار الذي قرر الالتحاق باليسار المتطرف على حد سواء. وقال ماكرون: بدأت الأقنعة تسقط. نحن نشهد معركة بين الذين يعملون من أجل ازدهار أحزابهم والذين ينشطون من أجل ازدهار فرنسا، قاصدا أحزابا معارضة والائتلاف الرئاسي الذي يحكم البلاد منذ 2017. وحاول ماكرون إبراز التناقضات الموجودة بين إيريك سيوتي زعيم حزب الجمهوريون الذي أعلن عن توقيع اتفاق وجوردان بارديلا رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف. وقال: كيف يمكن أن يتفاهم إيريك سيوتي الذي يدعو إلى تمديد سن التقاعد إلى 65 عاما مع جوردان بارديلا الذي يسعى إلى تخفيض سن التقاعد إلى 60 أو 62 عاما فقط. أما في معسكر اليسار، حاول الرئيس الفرنسي إبراز نفس التناقضات الموجودة بين الأحزاب التي قررت تكوين تحالفا تحت مسمى الجبهة الشعبية.
وتابع: كيف يمكن أن يجدوا تفاهمات في حين بعض الأحزاب في هذه الجبهة تساند أوكرانيا وأخرى روسيا. ثم خلص إلى أن تكتل الوسط الذي يتضمن حزب النهضة الذي أسسه ماكرون شخصيا وحزب آفاق التابع لإدوار فيليب وحزب الحركة الديمقراطية الذي يتزعمه فرانسوا بيرو، هو التكتل الوحيد القادر على إخراج فرنسا من محنتها الحالية. وصرح في هذا الشأن: هذا التكتل يعمل بشراكة منذ 7 سنوات. طبعا لسنا مثاليين لكن قدمنا الكثير أيضا". فيما دعا الأحزاب "الديمقراطية غير المتطرفة إلى الالتحاق بالتكتل الرئاسي من أجل تشكيل أغلبية في الجمعية الوطنية المقبلة.