دفعت تركيا بتعزيزات عسكرية إلى نقاطها في منطقة خفض التصعيد في إدلب، شمال غربي سوريا، وسط استمرار التوتر في المنطقة المعروفة باسم بوتين- أردوغان، واستهدافين لبعض نقاطها.
في الوقت ذاته، تعمل القوات التركية والروسية على إعادة فتح معبر أبو الزندين الذي يفصل بين مناطق سيطرتها مع فصائل الجيش الوطني السوري الموالي لأنقرة، ومناطق سيطرة الحكومة السورية، في شمال شرقي حلب، وسط احتجاجات من سكان مدينة الباب على الوجود السوري. ودخل رتل يتألف من 18 آلية تركية محملة بمعدات عسكرية ومواد لوجستية، عبر معبر كفر لوسين الحدودي مع تركيا في شمال إدلب، واتجه نحو النقاط التركية القريبة من محاور الاشتباك في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي لتعزيزها. وجاءت التعزيزات الجديدة، بعدما استهدف مسلحون مجهولون بقنبلتين يدويتين، نقطة تركية في منطقة بليون بجبل الزاوية، جنوب إدلب، دون وقوع خسائر، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في الوقت ذاته، استمرت الاشتباكات في مناطق بوتين- أردوغان بين الجيش السوري، مدعوماً من القوات الروسية وفصائل المعارضة التي تسيطر على إدلب. واستهدفت فصائل غرفة عمليات الفتح المبين، بقذائف المدفعية الثقيلة، مواقع للجيش السوري في قرية جوباس بريف إدلب الشرقي. وقتل جنديان سوريان، قنصاً برصاص فصائل غرفة عمليات الفتح المبين على محور الملاجة وحرش كفرنبل بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت القوات السورية محيط الرويحة والفطيرة، والبارة بريف إدلب الجنوبي. وقصفت القوات السورية، بقذائف المدفعية الثقيلة والصواريخ، محيط قرية كفرعمة بريف حلب الغربي، بالتزامن مع تحليق طيران الاستطلاع الروسي في أجواء المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
في الأثناء، تواصلت التحضيرات بين الجانبين التركي والروسي في ريف حلب الشمالي الشرقي لإعادة فتح معبر أبو الزندين الفاصل بين مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا ومناطق الحكومة السورية، على الرغم من احتجاجات سكان مدينة الباب. وعقد اجتماع، بين عسكريين سوريين وأتراك قرب المعبر الواقع بالقرب من مدينة الباب، بعد يومين من الاحتجاجات في الباب، تم خلالها منع دخول عسكريين روس رفقة نظرائهم الأتراك وممثلين للأمم المتحدة لتفقد المعبر الذي كان يستخدم لأغراض إنسانية. وأفاد المرصد السوري بأن المعبر قد يعاد فتحه خلال الأيام المقبلة.
وأنشئ معبر أبو الزندين في النصف الثاني من عام 2017، بعد هزيمة تنظيم داعش الإرهابي في ريف حلب، وتقاسم السيطرة على المنطقة بين الجيش السوري، الذي سيطر على مناطق ريفية واسعة في شرق محافظة حلب، وفصائل الجيش الوطني السوري، الذي سيطر بدعم من القوات التركية على مدينة الباب وأجزاء من بلدة تادف المجاورة في عملية درع الفرات. وتحول المعبر، الواصل بين مدينتي حلب والباب، خلال السنوات الماضية، إلى ممر إنساني تتم فيه غالبية عمليات تبادل الأسرى بين الحكومة والمعارضة، بإشراف الضامنين تركيا وروسيا، إضافة إلى كونه أحد أشهر ممرات التهريب بين الجانبين للبضائع والأدوية والتبغ والسيارات، وصولاً إلى المواد المخدرة.
وأعادت فرقة السلطان مراد، أقرب الفصائل لتركيا، فتح المعبر في سبتمبر 2022، لمدة ساعات قليلة، قبل أن تعيد إغلاقه مرة جديدة، بسبب الغضب الشعبي تجاه الخطوة. ويفصل المعبر قرية أبو الزندين الواقعة تحت سيطرة المعارضة عن مزارعها الواقعة ضمن مناطق الحكومة السورية. واستقدمت القوات الروسية تعزيزات عسكرية إلى منطقة المعبر، المزمع افتتاحه خلال الأيام القريبة، بحسب المرصد السوري.