تعارض فرنسا إنشاء ممر الشمال والجنوب في قراباغ، الأمر الذي من شأنه أن يفيد روسيا، لأنه ذلك سيسمح باستبعاد أرمينيا من الانضمام إلى هذا المشروع، وعلي الجانب الأخر وقعت أرمينيا وفرنسا اتفاقية للتعاون العسكري التقني، وهنا ياتي السؤال ما هي المصالح الجيوسياسية التي تسعى فرنسا لتحقيقها في جنوب القوقاز من خلال تسليح أرمينيا؟
تعقيبا علي هذه الأنباء قال رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أومود ميرزايف، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إن مصالح فرنسا كانت محسوسة في جنوب القوقاز على مدار المائة عام الماضية. فقبل الثورة البلشفية وبعد انهيار الإتحاد السوفييتي، كانت لفرنسا دائماً مصالح في المنطقة، مشيرًا إلي أن فرنسا بذلت كل ما في وسعها لعدم حل قضية قراباغ علي مدار الأعوام الماضية.
وأضاف: رغم أن فرنسا تحاول إخفاء ذلك إلا أن الجميع يعلم أنها أحد الاسباب الرئيسية وراء عدم حل هذا الصراع في مجموعة مينسك خلال الثلاثين عامًا الماضية، ولذلك كان الزعيم الوطني حيدر علييف، يحاول منع فرنسا من المشاركة في مجموعة مينسك، مؤكدا علي أن أرمينيا مستبعدة من جميع المشاريع التي يمكن أن تستفيد منها في المنطقة.
وتابع قائلًا: ليس فرنسا فحسب وإنما كافة القوي الغربية لديها مصالح جيوسياسية ليس في جنوب القوقاز فحسب، وإنما في العالم كله، وبالتالي تسعى هذه الدول إلي السيطرة على الموارد الاقتصادية لدول المنطقة بهدف إضعافها، واليوم تقوم أرمينيا بتسليح نفسها وإطلاق المبادرات بهدف تشجيع القوى الانفصالية على تنفيذ خطوات انتقامية ضد دول المنطقة.
وأشار ميرزايف في حديثه إلي أن فرنسا تسعى لمنع المشاريع الاقتصادية في المنطقة، وعلل ذلك قائلًا: إن هذه المشاريع يمكن أن تنهي نفوذهم في المنطقة إلى الأبد. لذلك، يجب على بعض القوى داخل أرمينيا أن تدرك من هو الصديق ومن هو العدو قبل فوات الأوان.
ترجمة: لقمان يونس