خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقامة في أستانا والتي تجمع عدة دول ذات علاقات متوترة مع الغرب بعامة والولايات المتحدة بخاصة، بالأحادية الأمريكية ودعوا إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب لمواجهة تلك الأحادية.
وأكد بوتين خلال الجلسة العامة للمنظمة التي تجمع خصوصا روسيا والصين وإيران والهند ودولا في آسيا الوسطى، أن إعلان أستانا يؤكد التزام جميع المشاركين في منظمة شنغهاي للتعاون بتشكيل نظام عالمي عادل متعدّد الأقطاب.
من جهته، أكد نظيره الصيني أنه من الأهمية بمكان أن تضع منظمة شنغهاي للتعاون نفسها على الجانب الصحيح من التاريخ، إلى جانب العدالة والإنصاف. وقال إن إعلان أستانا الذي تم توقيعه في عاصمة كازاخستان، يلقي الضوء على تغييرات مزلزلة تحصل على مستوى السياسة والاقتصاد العالميين وفي ميادين أخرى من العلاقات الدولية"، وعلى ضرورة تعزيز منظمة شنغهاي للتعاون.
ويندد بوتين وشي، اللذان يُظهران تفاهما واضحا ويعملان على تسريع التقارب بينهما وخصوصا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، باستمرار بالهيمنة المفترضة للولايات المتحدة على العلاقات الدولية، وكانا قد تعهدا بوضع حد لها.
وبعد انضمام إيران الخاضعة للعقوبات الغربية، إلى منظمة شانغهاي للتعاون العام الماضي، أصبحت بيلاروسيا المنبوذة من قبل الغرب بسبب دعمها للحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، العضو العاشر في منظمة شنغهاي للتعاون الخميس. وقال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما لدينا القدرة على تدمير جدران عالم أحادي القطب.
ورحب إعلان مشترك وقع خلال القمة التي شارك فيها أيضا الرئيس الصيني شي جين بينج بتغييرات مزلزلة في السياسة الدولية. ويرى الرئيس الروسي ونظيره الصيني شي جينبينغ المشارك في القمة أن عالما متعدد الأقطاب سيكون بديلا للهيمنة الأمريكية على شؤون العالم. وضاعف بوتين ولا سيما منذ غزوه أوكرانيا، الجهود للحصول على دعم دول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، لفكرته.
وتضم منظمة شنغهاي للتعاون نحو نصف سكان العالم الذين يتوزعون على دول تشغل مساحة واسعة من الكرة الأرضية على رأسها روسيا والصين.
ويُنظر إلى منظمة شنغهاي للتعاون (بيلاروسيا، الصين، الهند، إيران، كازاخستان، قيرغيزستان، أوزبكستان، باكستان وطاجيكستان) التي تأسست في العام 2011 واكتسبت زخما جديدا في السنوات الأخيرة تحت قيادة بكين وموسكو، على أنها منصة تعاون منافس للمنظمات الغربية مع التركيز على الجانب الأمني والاقتصادي.
وفي السياق، دعا شي جين بينج إلى مقاومة التدخلات الخارجية، في إشارة واضحة إلى الدول الغربية وفي تكرار لأحد شعارات هذه المنظمة. وتدخل قمة أستانا في إطار تحركات دبلوماسية مستمرة في آسيا الوسطى، التي يجتمع قادة دولها بانتظام مع بوتين وشي.