أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، السبت، فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بانتخابات الرئاسة متفوقا على المرشح المحافظ سعيد جليلي. وحصل بزشكيان على نحو 55% من أصوات الناخبين، في حين بلغت نسبة المشاركة في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الإيرانية 49.8%. ولكن كيف سيكون مستقبل العلاقات الإيرانية الأذربيجانية بقدوم الرئيس الجديد؟ وما هو مستقبل العلاقات الإيرانية الإقليمية؟ هل سيتغير حجم الدعم العسكري والسياسي الإيراني للفصائل المسلحة التي تدعمها في الشرق الأوسط؟
تعقيبا علي هذه الانباء قال أستاذ الدراسات الايرانيه بجامعة عين شمس المصرية الدكتور أحمد لاشين، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إن علاقة إيران بأذربيجان مرت بمراحل مختلفة ولكن بعد حرب 2020 التي شكلت فارقاً مهماً في ميزان السيطرة الجيوسياسية لأذربيجان، والتقارب الآذربيجاني الإسرائيلي الذي بات واضحاً للغاية خلال السنوات السابقة أدى إلي مراجعة إيران لعلاقاتها مع أذربيجان لتكون أكثر إيجابية وشهد أواخر عهد الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس إبراهيم رئيسي تقارب اقتصادي وسياسي، بين البلدين في مقابل فتور في العلاقات السياسية مع العدو الاستراتيجي لأذربيجان "أرمينيا". ولكنني أعتقد أنه بوصول الرئيس الجديد لن يتغير منهج العلاقات الخارجية مع أذربيجان، سواء بوصول الإصلاحي بزشكيان الذي يرى بضرورة الانفتاح على الخارج بشكل أوسع، أو بوصول المتشدد سعيد جليلي ، الذي أعلن أكثر من مرة أنه سوف يكمل مسيرة الراحل إبراهيم رئيسي.
وأضاف: يجب أن نضع في الاعتبار أن السياسة الخارجية في إيران ليست من صنع رئيس الجمهورية، بل المرشد الاعلي علي خامنئي، لذا فالرئيس ليس إلا منفذ لسياسة الدولة وبالتالي علاقة إيران الإقليمية لن تتأثر بتغير الرئيس من حيث الهدف والمضمون، وإن كانت قد تتغير حسب توجه الرئيس الجديد وطريقته في تنفيذ السياسة العامة.
وتابع: استطاعت إيران أن تتقدم في علاقاتها الإقليمية خاصة مع دول الخليج وتسعى لزيادة حجم استثماراتها مع الإمارات العربية المتحدة لتصل إلي 30 مليار دولار، كما أنها تسعى إلى استكمال مذكرات التفاهم مع المملكة العربية السعودية، وهذا ما نلاحظة مؤخراً من تصريحات القائم بأعمال وزير الخارجية، محمد باقري حين أشار إلى أن إيران والسعودية سوف تعملان لإتمام الزيارات السياسية المتبادلة بعد نهاية الانتخابات الرئاسية، في محاولة منه لبعث رسالة تطمينية إلى السعودية خلال الظرف التاريخي الحالي، لذلك فإن خارطة العلاقات الخارجية للدولة الإيرانية لن تتغير بقدوم الرئيس الجديد.
وتطرق لاشين في حديثه إلي مستوي دعم إيران للفصائل المسلحة التابعة لها قائلًا: من الركائز السياسية للدولة الإيرانية، هو دعم الفصائل المسلحة التابعة لها مثل حزب الله أو الحوثيوين أو الحشد الشعبي في العراق أو جماعة الجهاد أو حتى حماس، أو محور المقاومة في سوريا المتمثل في نظام الأسد، لذلك فإن الدعم السياسي والعسكري سيستمر، لأن إيران تري أنها قائدة الحرب ضد الغرب وإسرائيل في العالم لأنها إذا لم تفعل ذلك فإنها ستخسر مكانتها السياسية الإقليمية. ولكن مع الوضع الاقتصادي الراهن في إيران قد ينخفض حجم المساعدات للجماعات المسلحة في الخارج نسبياً لفترة محدودة وذلك من أجل تحسين الأوضاع في البلاد.
لقمان يونس