عبرت روسيا عن تأييدها لمقترح تركيا إنشاء منصة سلام لحل الأزمة الأوكرانية وإنهاء الحرب المستمرة للعام الثالث.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن روسيا تدعم فكرة تركيا إنشاء منصة سلام لحل الأزمة الأوكرانية، وإنه من الجيد لو كان هناك مثل هذه المنصة. وذكر بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد حل القضية الأوكرانية من خلال المبادرات الدبلوماسية، مضيفاً: لا شك أننا لم نتخلَّ قَطّ عن المفاوضات، بل كنا نؤيد إجراء مفاوضات بمشاركة جميع الأطراف المعنية. وقال: لا توجد مثل هذه المنصة في الوقت الحالي، ونحن نتفق مع فيدان بشأن هذه المسألة.
كان وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، قال أمام الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية منظمة الدول التركية في مدينة شوشا في أذربيجان: نحن في تركيا نعتقد أن الجهود من أجل السلام الدائم يجب أن تنتشر على أساس أوسع من أجل إنهاء الصراع. وأضاف في معرض تناوله للأزمة الروسية- الأوكرانية: يجب إنشاء منصة سلام تمنع تعميق الاستقطاب، ويكون فيها مستوى عالٍ من المشاركة والتمثيل، وتعطي الدبلوماسية أولوية.
وبدوره، أكد أردوغان أنه اتفق مع نظيره الروسي على استمرار الوساطة التي تقوم بها تركيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف، في تصريحات لصحفيين رافقوه في طريق عودته من كازاخستان بعد انتهاء مشاركته في قمة شنغهاي، أنه وبوتين اتفقا على ضرورة استمرار مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأن بوتين أكد أهمية الوساطة التي تقوم بها تركيا في هذا الشأن. وذكر أنهما اتفقا أيضاً على مواصلة المباحثات والاتصالات حول ملف الحبوب، خلال المرحلة المقبلة.
وقال أردوغان: نحن في تركيا نعمل على وضع ثقلنا وبذل أقصى جهودنا في هذا الخصوص، ونتمنى انتهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ونتابع الأمر عن كثب سواء من خلال وزير خارجيتنا أو وزير دفاعنا. وعبر أردوغان عن أمله كذلك في إعادة إحياء اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود، الذي أعلنت روسيا في يوليو 2023 رفضها تمديده حتى تنفيذ الجزء المتعلق بها أيضاً. ولفت إلى أنه تباحث مع بوتين أيضاً حول مسألة فتح ممر لشحن الحبوب إلى دول أفريقيا وغيرها من البلدان المحتاجة، وأنه لمس مقاربة إيجابية لدى بوتين في هذا الخصوص.
وخلافاً لما أعلنه المتحدث باسم الكرملين، أكد بوتين، في كلمته أمام قمة شنغهاي، أن اتفاقيات إسطنبول لعام 2022 تظل مطروحة على الطاولة، ويمكن أن تكون بمثابة أساس لمفاوضات السلام مع أوكرانيا، وشكر أردوغان على جهود الوساطة التي يبذلها بين روسيا وأوكرانيا. وإن بلاده لم ترفض قَطّ اتفاقيات إسطنبول، وهي الآن مستعدة لمواصلة محادثات السلام... لم يتم رفض هذه الاتفاقيات، بل وافق عليها رئيس الوفد الأوكراني المفاوض آنذاك، ما يعني أنها كانت مُرضية بما فيه الكفاية لأوكرانيا. وأوكرانيا هي التي رفضت التفاوض. علاوة على ذلك، فعلت ذلك علناً، بناء على تعليمات مباشرة من لندن وطلب من واشنطن، والمسؤولون الأوكرانيون يقولون ذلك بشكل مباشر وعلني.