انتهت جولتي الانتخابات الرئاسية المبكرة بانتخاب الإصلاحي مسعود بيزشكيان رئيسا للجمهورية الإيرانية الإسلامية بعد فوزه على منافسه المحافظ سعيد جليلي. وذلك بعد أن حصل على 53.3٪ بإجمالي أكثر من 30 مليون صوت من أصوات الناخبين. وبلغت نسبة التصويت لجليلي 44.3٪.
وقال بيزشكيان في أول بيان له بعد فوزه عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "الشعب الإيراني العزيز، لقد انتهت الانتخابات وهذه مجرد بداية. إنني أمد يدي إليكم وأقسم بشرفي أنني لن أغادر".
جرت الجولة الأولى من الانتخابات في 28 يونيو ولم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلقة، وكان هذا أدنى معدل مشاركة في الانتخابات الرئاسية في إيران منذ الثورة الإسلامية عام 1979 وفي الجولة الثانية ارتفعت نسبة المشاركة إلى 50٪.
وتم إجراء هذه الانتخابات بعد وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر في مايو الماضي.
هذا وخرج أنصار بيزشكيان إلى الشوارع صباح اليوم للاحتفال في طهران وعدة مدن أخرى قبل إعلان النتائج النهائية. وفي مقاطع الفيديو التي تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن رؤية معظم الشباب وهم يرقصون في الشوارع ويلوحون بالعلم الأخضر، علم حملة بيزشكيان الإنتخابية.
ينتمي مسعود بيزشكيان إلى التيار السياسي الإصلاحي وتميز عن غيره بخطبه خلال حملته الانتخابية.
وكان السياسي البالغ من العمر 69 عامًا قد أعلن أن معاملة شرطة الأداب، التي فرضت قواعد صارمة على الحجاب ضد النساء، كانت "غير مقبولة" قائلا: إذا كان إرتداء الملابس المعينة إثمًا، فإن ما يفعل بالنساء في إيران هو إثم أكبر 100 مرة لأنه لم يُكتب في أي مصدر من مصاد الدين أنه يجوز معاقبة أي شخص بسبب ملابسه".
كما وعد بتحسين العلاقات مع الغرب وإحياء المحادثات النووية لرفع العقوبات عن البلاد كما تتضمن سياسة بيزشكيان الداخلية إصلاح نظام الرعاية الصحية، وتحسين جودة الخدمات العامة وخفض تكاليف العلاج، وتحسين الظروف التعليمية وتحسين جودة المدارس إضافة إلي رفع الرقابة عن الإنترنت.
وأكد بيزشكيان أيضًا علي أنه يولي أهمية خاصة للقضايا البيئية ويريد تنفيذ برامج عديدة لحماية البيئة والتنمية المستدامة. ولكن هذا لا يعني أن الرئيس الإيراني الجديد سيجري تغييرات كبيرة في نظام الحكم في إيران، ربما سيستطيع التأثير على السياسة الإيرانية والمشاركة في اختيار خليفة خامنئي وانتقد بيزشكيان، سابقا قمع المؤسسات الدينية للمعارضة في البلاد.
وخلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، تم تكليف بيزشكيان بنشر فرق طبية على الخطوط الأمامية علي الجبهة. وخلال الفترة بين 2001 و2005، شغل منصب وزير الصحة خلال الولاية الثانية للرئيس السابق محمد خاتمي.
هذا وفقد بيزشكيان زوجته وطفله في حادث سير عام 1994 ولم يتزوج منذ ذلك الحين
وقال بيزشكيان في كلمة بالفيديو للناخبين: "إذا لم أتمكن من الوفاء بوعودي قبل الانتخابات، فسأغادر الحياة السياسية لأنه لا فائدة من إضاعة حياتي وأنا غير قادر علي خدمة شعبي الحبيب".
لقد منح بيزشكيان الأمل لبعض الشباب والنساء في البلاد، الذين شعر الكثير منهم باليأس من مستقبلهم.
رغم موافقة مجلس تشخيص مصلحة النظام على 6 مرشحين في الانتخابات التي أجريت بعد وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، إلا أن مرشحين اثنين قد انسحبا من السباق لمنع تقسيم أصوات المحافظين.
سعيد جليلي البالغ من العمر 58 عامًا، ومنافس بيزشكيان في الجولة الثانية من الانتخابات، هو سياسي ويحظى بدعم قوي بين الطوائف الأكثر تديناً في إيران. وجليلي معروف بموقفه المناهض للغرب ومعارضته لتجديد الاتفاق النووي الذي يتجاوز "الخطوط الحمراء" الإيرانية.
وتنافس في الجولة الأولى القائد السابق للحرس الثوري الإيراني ورئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، ورجل الدين الوحيد بين المرشحين مصطفى بور محمدي. وتم استبعاد 74 مرشحا من المنافسة الاإنتخابية معظمهم من النساء.
هزت إيران موجة من الاحتجاجات في عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا، والتي اعتقلتها شرطة الأداب بزعم انتهاك قواعد ارتداء الملابس في البلاد. وأدى الاستياء الواسع في البلاد إلى مقاطعة الملايين من الناس للانتخابات الرئاسية.
وقبل الجولة الثانية من الانتخابات، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية ما يسمي بـ "الأقلية الخائنة". وحث الشعب على عدم التصويت في الإنتخابات ووصف أولئك الذين سيصوتون بأنهم "خونة".
ورفض المرشد الديني للبلاد، آية الله علي خامنئي، الادعاءات التي تقول إن انخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات يعني "التخلي عن شكل الحكومة"، وقال: "هناك أسباب مختلفة لانخفاض نسبة مشاركة الناخبين. وسيقوم السياسيون بالتحقيق في الأمر.
ترجمة: لقمان يونس