تبدأ وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، جولة في غرب أفريقيا تستغرق يومين، وذلك على خلفية الأزمات في منطقة الساحل.
وستشمل الجولة زيارة كل من السنغال وكوت ديفوار للتباحث مع قادة سياسيين حول العلاقات مع ألمانيا وأوروبا. ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية في برلين البلدين بأنهما مهمان لاستقرار المنطقة وأنهما شريكان اقتصاديان أساسيان لألمانيا. وستدور المحادثات أيضا حول قضايا الهجرة وتوسيع التعاون في مجال الطاقة المتجددة. ويرافق بيربوك خلال جولتها وفد من رجال الأعمال.
وتلتقي بيربوك نظيرتها السنغالية ياسين فال وكذلك الرئيس السنغالي المنتخب حديثا باسيرو ديوماي فاي في العاصمة داكار. وتعتزم بيربوك فور وصولها تفقد نظام الحافلات الكهربائية السريعة في العاصمة السنغالية داكار.
وستجري الوزيرة الألمانية محادثات مع رئيس كوت ديفوار الحسن واتارا ووزير خارجيته كاكو هواجا ليون أدوم في العاصمة الإدارية للبلاد أبيدجان. وتأتي زيارة بيربوك للدولتين وسط موجة من عدم الاستقرار في منطقة الساحل، التي وصفها بعض المراقبين بحزام الانقلاب الأفريقي، وذلك في أعقاب انتفاضات عسكرية شهدتها كل من مالي وتشاد وغينيا والسودان وبوركينا فاسو والنيجر والجابون منذ عام 2020.
وتبتعد الدول غير المطلة على المحيط الأطلسي في منطقة الساحل عن أوروبا عقب سلسلة انقلابات عسكرية، وتتقارب إلى روسيا. في المقابل لا تزال الدول المطلة على المحيط في المنطقة مهتمة بالتعاون مع أوروبا. وتُعَد السنغال، التي يبلغ تعداد سكانها نحو 18 مليون نسمة، واحدة من أكثر الديمقراطيات استقرارا في القارة، وهي - مثل كوت ديفوار - واحدة من أهم شركاء أوروبا في غرب أفريقيا.
ومع ذلك تواجه السنغال تحديات اقتصادية واجتماعية هائلة: فالأطفال والمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما يشكلون حوالي نصف السكان، ويدخل سنويا مئات الآلاف من الأشخاص إلى سوق العمل. وفي العام الماضي فر عدد قياسي من الأشخاص على متن قوارب خشبية إلى الطريق البحري الخطير الذي يبلغ طوله أكثر من 1500 كيلومتر نحو جزر الكناري للوصول إلى أوروبا.