بعد أكثر من أسبوع من ظهور نتائج الانتخابات التشريعية، ما يزال الغموض يلف مسألة اختيار رئيس الوزراء الجديد في فرنسا. وبعد تعمق الخلاف بين الأحزاب اليسارية المنضوية تحت تحالف الجبهة الشعبية الجديدة، وأمام عودة التوتر الذي ميز العلاقات بين هذه الأحزاب على مدى سنوات، وعدم قدرتها على تجاوز خلافاتها، حذر زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل مما اعتبره مخاطرة بإغراق السفينة رغم تصدر الجبهة لنتائج الانتخابات بشكل لم يكن متوقعا.
يستمر الخلاف العميق بين الأحزاب اليسارية في فرنسا بشأن اختيار رئيس الوزراء الجديد. وطرح كل حزب في الجبهة الشعبية الجديدة عددا من الأسماء لرئاسة الوزراء لكن تم رفضها من قبل عضو واحد على الأقل في التحالف. وأمام عودة التوترات التي ميزت العلاقة بين هذه الأحزاب على مدى سنوات، حذر زعيم الحزب الشيوعي فابيان روسيل من المخاطرة بإغراق السفينة. وقال فابيان روسيل إذا لم نتمكن من إيجاد حل في الساعات والأيام المقبلة، فستغرق السفينة، واصفا حالة المحادثات بأنها مؤسفة.
وتشيرمصادر من الحكومة إلى أن الرئيس إيمانويل ماكرون يمكن أن يوافق على استقالة الحكومة الحالية بقيادة غابرييل أتال الذي ينتمي لتيار الوسط، وسيسمح ذلك لأتال وأعضاء آخرين في الحكومة، بما في ذلك وزير الداخلية جيرالد دارمانان، بحضور جلسات البرلمان والمشاركة في انتخاب رئيس الجمعية الوطنية في أولى جلساتها. وستستمر الحكومة في تسيير الأعمال حتى موعد تشكيل الحكومة الجديدة.
وزادت الأمورتعقيدا بصورة متزايدة في ثاني أكبر اقتصادات منطقة اليورو، حينما دعا الرئيس إيمانويل ماكرون الأحزاب الرئيسية إلى تشكيل تحالف لتأليف حكومة، وهو خيار قد يشمل بعض أعضاء الجبهة الشعبية الجديدة لكنه يستبعد حزب فرنسا الأبية.
وتصدرت الجبهة الشعبية الجديدة نتائج الانتخابات الفرنسية بشكل غير متوقع، وهي تحالف يضم الإشتراكيين والخضر والحزب الشيوعي وحزب فرنسا الأبية المنتمي لأقصى اليسار، كان قد تأسس على عجل قبل الانتخابات المبكرة. لكنها لم تفز بالأغلبية المطلقة، وعادت سنوات من التوترات بينها إلى الظهور حول من يمكنه رئاسة حكومة يسار محتملة.