هدّدت موسكو برد صارم على تكثيف وجود السفن الحربية التابعة لحلف الأطلسي في البحر الأسود. ولوّحت بتدابير قالت إنها سوف تضمن مصالح روسيا وأمن حدودها. ودخل النقاش حول التحركات العسكرية الغربية في البحر الأسود على خط السجالات الروسية الغربية بقوة، بعدما صادق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على نسخة محدثة للعقيدة الاستراتيجية البحرية لبلاده.
وكانت موسكو قد واجهت منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا تزايد النشاط العسكري الغربي في المنطقة؛ لكن إطلاق العقيدة الأوكرانية الجديدة، التي نصّت على تكثيف تحركات السفن التابعة للناتو في البحر الأسود، فاقم المخاوف الروسية.
وقال الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف، إن بلاده سوف تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمنها، مع الأخذ في الاعتبار احتمال توسيع وجود سفن الناتو في منطقة البحر الأسود. وأوضح أن الوجود المكثف لسفن الناتو، مع الأخذ في الاعتبار تحركات كل من بلغاريا ورومانيا، الدولتين الساحلتين العضوتين في الحلف، يمثّل، خصوصاً في الوضع الحالي، تهديدات إضافية... بالطبع، متوعداً بأن موسكو تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمنها. وأشار الناطق إلى أن تحركات الدول غير المطلة على البحر الأسود في المياه تنظمه اتفاقية مونترو، التي تتولى تركيا الإشراف على تنفيذها؛ كونها البلد الذي يسيطر على المضائق. وقال بيسكوف إن تركيا تؤدي وظائفها بصورة واضحة تماماً. وأوضح، أن مرور القوات التابعة للدول غير المطلة على البحر الأسود وتمركزها في مياه البحر يجري تنظيمهما بصورة صارمة بموجب اتفاقية مونترو، وفي هذه الحالة فإن تركيا هي الجهة الإدارية المكلفة، وهي تؤدي وظائفها بصفة واضحة تماماً.
وكان زيلينسكي قد وقّع وثيقة لتفعيل قرار مجلس الأمن القومي والدفاع بشأن وضع استراتيجية جديدة للأمن البحري لأوكرانيا، التي تنصّ على ضمان الوجود الدائم لقوات حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود. وجاء في نص الوثيقة، التي نشرها مكتب زيلينسكي: الهدف من استراتيجية الأمن البحري لأوكرانيا هو ضمان الاستعداد والوقاية الشاملة والفعّالة والاستجابة للتهديدات التي يتعرّض لها الأمن البحري الأوكراني، والتي تنشأ في المناطق الساحلية، وفي مساحاتها البحرية، وغيرها من مناطق محيطات العالم التي تمتد إليها المصالح الاقتصادية وغيرها لأوكرانيا، والتصدي لها. ومن بين المهام المحددة في الاستراتيجية، حسب الوثيقة: بناء قوة بحرية تضم جميع فروع الجيش، وإنشاء مجموعة لمكافحة الألغام مع الدول الأعضاء في الناتو، وإجراء التدريبات والمناورات، وضمان الوجود الدائم لقوات حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، وتنظيم مهام مشتركة ودوريات بحرية مع الدول الشريكة في حوض آزوف - البحر الأسود.
وسارع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إلى توجيه تهديد مباشر للغرب، وقال إن أي محاولات من قبل الحلف لتعزيز مصالحه الأنانية على أراضي أوكرانيا أو في دول أخرى قريبة من روسيا ستلقى رداً مناسباً من موسكو.
اعتُمدت اتفاقية مونترو في عام 1936، وهي تنظّم حركة السفن التجارية عبر مضيق البوسفور والدردنيل في أوقات السلم والحرب، ولكنها تضع أنظمة ملاحية مختلفة. وتحدّد الوثيقة مدة بقاء السفن الحربية التابعة للدول غير المطلة على البحر الأسود في البحر الأسود لمدة ثلاثة أسابيع. وفي حالات الطوارئ، يجوز لتركيا أن تحظر أو تقيّد المرور العسكري عبر المضائق.