تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة وتل أبيب على خلفية تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان عن احتمالات تدخل تركيا لوقف إسرائيل في حربها على غزة، مثلما فعلت في السابق في ليبيا وفي النزاع بين أذربيجان وأرمينيا في قراباغ.
وقال أردوغان، خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة ريزا، وهي مسقط رأسه في شمال تركيا: يجب أن نكون أقوياء للغاية حتى لا تتمكن إسرائيل من فعل هذه الأشياء السخيفة لفلسطين، تماماً كما دخلنا كاراباخ وليبيا، قد نفعل شيئاً مماثلاً معها. وأضاف: لا يوجد سبب يمنعنا من فعل ذلك، يجب أن نكون أقوياء حتى نتمكن من اتخاذ هذه الخطوات. ولفت أردوغان إلى أن الصناعات الدفاعية التركية حققت تقدماً كبيراً وأصبحت تحظى بطلب كبير في أنحاء العالم. وقبل ذلك، انتقد أردوغان إسرائيل مراراً بشدة، وحذّر من اتساع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة لتشمل منطقة الأناضول التركية.
وتُعَد تصريحات أردوغان جولة جديدة من التراشق بالتصريحات الحادة بينه وبين وزير الخارجية الإسرائيلي، لكن ردود الفعل عليها اتسعت هذه المرة. وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر إكس، إن: أردوغان يثرثر ويهذي مرة أخرى، ويشكل خطراً على الشرق الأوسط، ويجب على العالم، خصوصاً أعضاء حلف الناتو، أن يدينوا بشدة تهديداته ضد إسرائيل ويجبروه على إنهاء دعمه لحركة حماس.
وبدورها، ردت وزارة الخارجية التركية، في بيان، الاثنين، على تصريحات كاتس قائلةً فيها إن نهاية رئيس الوزراء الإسرائيلي ستكون على غرار نهاية الزعيم النازي أدولف هتلر. وأضافت أن من يستهدفون الشعب الفلسطيني لن يستطيعوا إبادته. وكما حوسب النازيون مرتكبو الجرائم الجماعية، كذلك سيُحاسب الذين يسعون لإبادة الفلسطينيين.
وطالب رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، في بيان، على حسابه في إكس، إسرائيل بوقف الإبادة الجماعية بقطاع غزة، والقبول بدولة فلسطينية، إن كانت تريد السلام الدائم والأمن. وقال ألطون، رداً على تعليق وزير الخارجية الإسرائيلي على تصريحات أردوغان، إن الذين يتجرأون على إطلاق التهديدات ضد الرئيس أردوغان، عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما سيحلّ بهم.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية وأعضاءها مشاركون بشكل مباشر في الإبادة الجماعية المتواصلة في فلسطين، وقد تمت إدانتهم بالفعل في نظر الرأي العام العالمي. وشدّد على أن تركيا ستواصل وقوفها ودعمها لفلسطين، ولن تسمح لأحد بتلقينها الدروس أو التجرّؤ على إطلاق التهديدات ضدها.