أعلنت مصادر إعلامية صباح اليوم الأربعاء، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل في مقر اقامته في العاصمة الإيرانية طهران، وأوضحت التحقيقات الأولية أن الحادث وقع في الساعة الثانية صباحا حسب التوقيت المحلي لمدينة طهران، ولكن ما تأثير هذا الحادث علي مسار الحرب الجارية في قطاع غزة واتفاق وقف اطلاق النار المرتقب في القطاع؟
تعقيبا علي هذه الأنباء قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية الدكتور محمد محسن أبو النور، إن اغتيال أهم شخصية لدي حركة حماس داخل الأراضي الإيرانية ينال من إيران أكثر بكثير مما ينال من حماس؛ لأنه يهز الصورة الذهنية لإيران بعنف أمام داعميها ومناصريها بالداخل والخارج. كما أن توقيت الاغتيال له دلالة مهمة في أول يوم لتولي الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان مقاليد الرئاسة وهو تطور يشير إلى رغبة إسرائيل في نثر الأشواك على طريق بزشكيان نحو أمريكا وإبعاد الرجل الإصلاحي وفريقه عن البيت الأبيض كلما كان ذلك ممكنا، إذن الزمان والمكان لهما أكبر الأثر في هذه العملية الإسرائيلية ومن اتخذ هذا القرار في تل أبيب يعرف أن إيران لن تتسامح مع مثل هذا العمل ولا يمكن لها أن تكتمه في كبدها أو تمرره تحت أي ظرف؛ لأن حماية الضيف أهم من حماية أصحاب البيت.
وتابع: الرد الإيراني الجبري سيعقد مسيرة المفاوضات الإيرانية - الأمريكية خاصة أن بزشكيان وضع تلك المسألة كأولوية مركزية في برنامجه الانتخابي وفي فترته الرئاسية التي ستنتهي عام ٢٠٢٨، كما أنه سيعقد مفاوضات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن في غزة.
وأشار أبو النور في حديثه إلي أن طريقة الاغتيال بصاروخ موجه إلى جسد هنية وهو في غرفة نومه الساعة الثانية صباحا بتوقيت طهران تشير إلى أن هناك اختراقا أمنيا إلى أعمق الأعماق في طهران لذا فإن هذا التدهور الأمني سيجعل إيران مجبرة على فتح تحقيق على أعلى المستويات للعثور على الثغرات الاستخباراتية ومعرفة من يكون "إيلي كوهين" في مؤسسات الدولة، وهي بالمناسبة سبق وأعدمت مسؤولا في الحرس الثوري لتعاونه مع إدارة ترامب في اغتيال قاسم سليماني.
من جانبه قال أستاذ العلوم السياسية ومدير المركز العربي للدراسات الإستراتيجية الدكتور محمد صادق إسماعيل، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إنه سيكون لهذا الحادث الجلل تداعيات كثيرة، لأن اسماعيل هنية يمثل أحد رموز حركة حماس لذا فإن اغتياله يمثل تهديد للحركة ويهدد أيضا اتفاق وقف اطلاق النار بين حماس وإسرائيل.
وأضاف: حماس تتوعد إسرائيل بالرد علي عملية اغتيال اسماعيل هنية حيث ستطلق حماس عددًا من العمليات العسكرية ضد إسرائيل لذلك أتوقع أن يكون هناك تصعيد كبير في مجري الأحداث في المنطقة. كما أن هذا الحادث وقع في اعقاب استهداف اسرائيل للعديد من قيادات حركة حزب الله اللبنانية مما يعني أن إسرائيل هي التي توسع نطاق الحرب في المنطقة.
ومن جانبه قال رئيس المركز الجمهوري للدراسات الاستراتيجية في بغداد الدكتور معتز محي عبد الحميد إن اغتيال زعيم حماس في طهران يعزز مخاوف توسع الصراع في المنطقة المضطربة بالفعل بسبب الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة وتفاقم الصراع في لبنان، هذا بالإضافة إلي أن هذا الحادث يثير العديد من التساؤلات منها كيف اخترقت اسرائيل المنظومة الأمنية الإيرانية لحماية كبار الشخصيات التي تحضر احتفالية تنصيب الرئيس الجديد للبلاد وكذلك تدل علي أن إسرائيل لديها منظومة استخبارية من العملاء تستطيع ان تستخدمهم في أي وقت وتحت أي ظرف. كما أن هذا الحادث من من شانة ان يعرقل فرص التوصل إلى أي اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة، خاصة أن هذا الحادث وقع بعد أقل من ٢٤ ساعة من إعلان اسرائيل أنها قتلت قياديا في جماعة حزب الله اللبنانية بدعوى أنه كان وراء الهجوم في هضبة الجولان.
لقمان يونس