تسعي أرمينيا إلي إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا بعد أن ظلت متدهورة لسنوات طويلة، ولكنها لا تستطيع التخلي عن سياساتها الفوضوية في المنطقة.
تعقيبا علي هذه الأنباء قال الخبير السياسي أنار علييف، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، أنه بعد الواقع الجديد القائم في المنطقة أصبح هناك فرصة ذهبية لتعزيز العلاقات المتبادلة بين دول جنوب القوقاز وإذا حدث هذا فسيعم السلام والاستقرار في المنطقة وبوسعنا استغلال ذلك لتحويل المنطقة إلي احدي أكثر المناطق تقدمًا في العالم، ولكن هناك شرط أساسي لهذا الأمر وهو توقيع اتفاقية سلام بين أذربيجان وأرمينيا من جهة، وبين أرمينيا والدول المجاورة من جهة أخرى، لأن السياسة العدوانية التي تتبعها أرمينيا خلال السنوات الماضية حالت دون إقامة علاقات سياسية واقتصادية متبادلة في جنوب القوقاز.
وأضاف: لقد حاولت أرمينيا مناقشة مسألة فتح الحدود بين أرمينيا وتركيا خلال فترة الاحتلال الأرميني لقراباغ، وفي عام 2009 تم توقيع اتفاقية زيورخ ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ، واليوم تزعم أرمينيا أنه يتم حاليا اتخاذ خطوات لفتح الحدود مع تركيا قبل توقيع اتفاقية السلام مع أذربيجان.
وعلي الجانب الأخر عبر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان عن موقف بلاده بوضوح من هذا الأمر قائلًا: إن العلاقات التركية الأرمينية قائمة علي علاقاتها مع أذربيجان وما دامت أرمينيا ترفض إبرام اتفاقية سلام مع أذربيجان ولا تتخذ خطوات من أجل احلال السلام في المنطقة فهذا يضر كثيرًا بالعلاقات التركية الأرمينية.
وأشار الخبير السياسي في حديثه إلى أن الغرب وروسيا لهما مصالح في فتح الحدود بين أرمينيا وتركيا، قائلا: إن الدول الغربية تحاول إبعاد أرمينيا عن روسيا ولكنها تدرك أنها لا تستطيع إخراج أرمينيا بشكل مباشر من النفوذ الروسي ولذلك تبذل جهود حثيثة من أجل إقامة علاقات دبلوماسية بين تركيا وأرمينيا دون المساس بعلاقاتها مع أذربيجان، وإذا أقامت أرمينيا علاقات اقتصادية مع تركيا فإن ذلك سيحررها من التبعية الروسية.
وتابع: وإذا فهم الغرب والأرمن موقف تركيا فسيكون ذلك حدثًا إيجابيًا لأرمينيا أيضًا، ولكن يجب على أرمينيا أن تنأى بنفسها عن النوايا والسياسات الانتقامية ضد أذربيجان لأنها إذا لم تفعل ذلك فإن الطريق الذي تسير فيه سيكون طريق مسدود.
ترجمة: لقمان يونس