في إطار جهود وساطة تبذلها أنقرة، استقبل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ووزير خارجيته تاي أسقي سيلاسي وزيرَ الخارجية التركي هاكان فيدان الذي يقوم بزيارة رسمية للبلاد لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين والمصالحة بين أديس أبابا ومقديشو.
وكانت تركيا قد شرعت في محادثات وساطة بين الصومال وإثيوبيا بشأن اتفاق حول ميناء بربرة على الساحل الجنوبي لخليج عدن الذي وقعته أديس أبابا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، بعد أن توجه آبي أحمد إلى العاصمة التركية في مايو الماضي، في زيارة التقى خلالها الرئيس رجب أردوغان، وطلب آنذاك من أنقرة التوسط بين البلدين لحل الخلاف.
ومطلع يوليو الماضي، استضاف وزير الخارجية التركي نظيريه الإثيوبي والصومالي، ووقعوا على بيان مشترك بعد محادثات وصفت بالصريحة والودية فيما يتعلق بحل الخلافات بين هذين البلدين.
وأعلن فيدان أن الجولة الثانية من المحادثات ستعقد في الثاني من سبتمبر المقبل في أنقرة، مما يشير إلى استمرار الجهود التركية في لعب دور الوسيط لتحقيق تفاهمات دبلوماسية بين هذين الطرفين.
وتعتبر الوساطة التركية أحدث مسعى لإصلاح العلاقات الدبلوماسية بين مقديشو وأديس أبابا اللتين توترت العلاقات بينهما في يناير الماضي عندما اتفقت الأخيرة مع "أرض الصومال" على استئجار شريط ساحلي بطول 20 كيلومترا من الإقليم مقابل الاعتراف باستقلاله.
منذ نهاية الحرب الباردة، تبنت تركيا نهجا متعدد الأوجه في سياستها الخارجية، بهدف تعزيز بناء السلام والوساطة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، من خلال توسيع شبكاتها الدبلوماسية والاقتصادية والإنسانية.
وتعتبر أفريقيا ميدانا حيويا لتطبيق السياسة الخارجية التركية متعددة الأوجه. فقد أعلنت أنقرة 2005 عام أفريقيا مما أطلق سلسلة من المبادرات السريعة لإقامة شراكات تجارية وتنفيذ مشاريع للسلام والأمن بالدول الأفريقية. وبحلول عام 2008، نالت تركيا لقب الشريك الإستراتيجي للاتحاد الأفريقي، حيث نجحت في تحقيق التوازن بين تعزيز الأمن وبناء المؤسسات ودعم السلام من خلال مساعداتها وتوسعاتها التجارية، بالإضافة إلى جهود الوساطة التي تبذلها.
وتجلّى الدور التركي في القرن الأفريقي بشكل خاص منذ عام 2011، حيث انخرطت في جهود متعددة الأبعاد في الصومال، حيث تُعتبر أنقرة من أكبر الداعمين للمعونات الإنسانية بالصومال. كما بدأت منذ عام 2013 بتقديم جهود وساطة بين مقديشو وإقليم أرض الصومال، مما يعكس قدرتها على التأثير في تحقيق الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق تحديا في العالم.