على الرغم من استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن روسيا لم تتمكن من ابعاد الجيش الأوكراني عن الأراضي التي احتلتها في مدينة كورسك الحدودية، وقال أليكسي سميرنوف، في لقائه مع بوتين إن الوضع في كورسك معقد، وأصبح 74 حي سكني تحت سيطرة أوكرانيا. ويبدو أن الجيش الأوكراني ينوي التقدم أكثر وأكثر في الأراضي الروسية.
تعقيبًا علي هذه الأنباء قال الخبير السياسي الأيرلندي باتريك والش، في تصريح حصري لموقع إيدنيوز الإخباري، إنني أشك في أن معركة كورسك الثانية ستكون بحجم وأهمية المعركة الأولى لأن بوتين يتعامل مع القوات الأوكرانية على أنها مجرد مجموعة مسلحة ويصف الحرب بأنها عملية لمكافحة الإرهاب، وليست غزوًا ولكن الكرملين يدرك جيدًا أن الهجوم على أوكرانيا مجرد "استعراض فارغ" لا معنى له.
وأضاف:بدأت أوكرانيا في الاستحواذ علي بعض القري الصغيرة ذات الاستراتيجية الضئيلة وعلي الجانب الأخر أصبح فشل روسيا في التصدي لهذا التقدم الاوكراني يثير ضجة في وسائل الإعلام الغربية لذلك فإن الكرملين لا يتعامل مع الوضع باعتباره تهديداً خطيراً، بل باعتباره مصدراً للإحراج البسيط.
من جانبه قال المحلل السياسي الألماني بريندان فريزر، إن هجوم أوكرانيا على كورسك غيّر موازين المعركة الجارية منذ أكثر من عامين وكان هذا شيء غير متوقع علي الاطلاق، فقبل يومين أعلن أن عدد القري التي تم الاستحواذ عليها حتي الأن بلغ 74 بعد أن كانت 28 فقط.
وتابع: وبالنظر إلى روسيا، فإنها آلة حرب حقيقية وقوتها البشرية مرتفعة للغاية ولكن قد تحاول أوكرانيا خلال الفترة القادمة التمسك بالأراضي التي استولت عليها من خلال إجبار روسيا على تحويل الموارد من جبهات أخرى، مثل دونباس. ويمكن أيضا أن يؤدي هذا إلى توحيد وتكاتف المواطنين الروس حول الحكومة، ولكن استمرار العمليات العسكرية على الأراضي الروسية قد يؤدي في النهاية إلى تزايد السخط العام وصولا إلي زعزعة استقرار نظام بوتين.
واختتم المحلل السياسي قوله بأنه قد يكون لنجاح العملية أو فشلها آثار بعيدة المدى على الأمن الإقليمي والعالمي وإذا نجحت العملية في أوكرانيا، فقد يدفع ذلك دولًا عدة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد المصالح الروسية في العالم، وصولًا لحربًا واسعة وشاملة.
ترجمة: لقمان يونس