شارك رئيس مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أومود ميرزاييف في الندوة التي عقدها مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان بمناسبة اليوم الدولي لحقوق الإنسان في عاصمة قطر الدوحة في الفترة من 8 إلى 9 ديسمبر بعنوان "مشاكل حرية وسائل الإعلام: مكافحة الإفلات من العقاب وسيادة القانون وحق الامتناع عن تقديم المعلومة" . كما تفيد Eurasia Diary أن أومود ميرزاييف الذي ألقى كلمة أمام الجمهور الواسع من الحضور كمدير لوحة "إحداث الشراكة والتضامن بين المنظمات الإعلامية والمنظمات الدولية: الفرص والآفاق" وأثار مسألة الحاجة إلى تطوير تكامل وسائل الإعلام والمنظمات الدولية، ولكن على أساس عادل ونهج غير متحيز لجميع البلدان. مثالاً إلى للنزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية، قال أومود ميرزاييف إنه ينبغي على وسائل الإعلام العالمية والمنظمات الدولية أن تتخذ موقفاً موجداً في إدانة جرائم العدوان المرتكبة ضد أذربيجان، بما في ذلك قتل الصحفيين.
تقدم Eurasia Diary الكلمة بكاملها:
"السادة المشاركون والزملاء والأصدقاء ،
الآن، أكثر من أي وقت مضى، من الضروري أن تعزز المنظمات الإعلامية والمنظمات الدولية التعاون لدعم حماية حرية الصحافة وحقوق الإنسان الأساسية.
يخاطر الصحفيون بحياتهم باستمرار بحثاً عن الحقيقة، على الرغم من البيانات والقرارات والوثائق الموجودة التي تهدف إلى حمايتهم. المنظمات الدولية التي يجب أن تدعم تنمية البلدان تواجه بدورها مضايقات، إن لم تكن نفس المشكلات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية.
لقد شاهدنا هذا في نهاية القرن العشرين وترافق العديد من الصراعات العرقية انهيار الاتحاد السوفيتي في القوقاز ودول البلطيق والشيشان وآسيا الوسطى وبعض الدول الأخرى في الساحة السوفييتة السابقة. وتبلور هذا بشكل رئيسي في قاره باغ. خلال النزاع الأرمني الأذربيجاني في قاره باغ الجبلية وجراء السياسة العدوانية لأرمينيا ضد أذربيجان واحتلال 20 % من أراضي بلدنا، قتل 7 صحفيين أجانب ومحليين. لم يعاقب مرتكبو هذه الجرائم، بل وتولوا مناصب قيادية. ونرى اليوم أيضاً حتى الصحفيين العاملين في المجال الإنساني يتعرضون للتهديد في أماكن مثل سوريا وباكستان والمكسيك والفلبين وأفغانستان وأفريقيا ودول أخرى.
نعتقد في مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة أن تطوير الشراكات والتضامن بين وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية سيساعد على حماية العاملين في مجال الإعلام وحرية المعلومات. أعرف ذلك مباشرة، لأن هذا نموذج لمؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة وخططناه مع زملائي الإعلاميين من مختلف البلدان، قبل 30 عاماً عند إنشاء المنظمة.
في بداية التسعينيات، قمنا بتنظيم زيارات لأكثر من 100 صحفياً أجنبياً إلى المناطق الساخنة. تستمر هذه الممارسات اليوم أيضاً. هذا العام فقط، زار الصحفيون من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل وأوزباكستان وباكستان وأوكرانيا وعدة دول أخرى مناطق الخط الأمامي. أكثر من مرة تعرضنا للنيران. لدى مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة خبرة جيدة في تقديم الإسعافات الأولية وتطوير قواعد السلامة وإجراءات التشغيل الفنية القياسية والقضايا الأخرى ذات الصلة. ننظم باستمرار ونشارك في حملات مختلفة لحماية الصحفيين. أطلقت قناة الجزيرة واحدة من هذه الحملات في نوفمبر 2017.
بكوننا عضواً في الأمم المتحدة والمجلس الاقتصادي والاجتماعي (ECOSOC) والمكتب الدولي للسلام (IPB) والمعهد الدولي للصحافة الذي أتشرف تمثيله في هذه الجلسة اليوم، نتعامل دائماً مع كل هذه القضايا بمسؤولية.
تمكنا من المساهمة في إنشاء اللجان الوطنية للمعهد الدولي للصحافة في أذربيجان وجورجيا وكازاخستان وقيرغيزستان. ومع ذلك، لم تتقدم العملية، لأنه لم يكن هناك دعم مقبول من المنظمات الدولية.
هناك العديد من العوامل التي تؤثر سلباً على التعاون الإعلامي مع المنظمات الدولية:
نهج غير متكافئ للبلدان
- عدم ثقة الجمهور ببعض المنظمات
- انعدام الدقة والموضوعية والشفافية
هناك المشاكل في بعض الدول في تطوير الوسائل الإعلامية وحماية حقوق الصحفيين. ومع ذلك، في بعض الأحيان نرى أن بعض البلدان التي تحاول للقضاء على هذه المشاكل، تتعرض للإدانات المتواصلة من قبل المنظمات الدولية.
إذا لم تتمكن المنظمات الدولية من تشكيل نهج عادل ونزيه تجاه كل بلد، فإن هذا يؤدي إلى مشاكل معينة.
يمكن أن نضرب مثالاً على ذلك الصراع الأرمني الأذربيجاني واحتلال أرمينيا لقاره باغ الجبلية و7 مناطق متجاورة. تتعامل المنظمات الدولية مع هذه القضية بالطريقة التي تخيب الآمال في المجتمع. يقوض عدم وجود النهج الموحد للوسائل الإعلامية العالمية والمنظمات الدولية في إدانة أعمال العدوان ضد أذربيجان، بما في ذلك قتل الصحفيين الثقة في فعالية هذا التعاون.
الزملاء والأصدقاء الأعزاء!
أغتنم هذه الفرصة، ومشاركاً في مثل هذا الحدث الذي حضره أيضاً ممثلو المنظمات الدولية المهمة، وأود أن أشجع جميع المشاركين على توحيد قواهم والعمل معاً لزيادة الوعي بضرورة التعاون بين المنظمات الدولية والوسائل الإعلامية بطريقة عادلة وغير متحيزة تجاه جميع البلدان.
وشكراً لإصغائكم!
من الجدير بالذكر أن الندوة تعقد بمناسبة الاحتفال باليوم الدولي لحقوق الإنسان.
يشارك في الندوة ممثلو شبكة الجزيرة الإعلامية وقسم حرية التعبير وتنمية الإعلام لليونسكو والمعهد الدولي للصحافة ولجنة حماية الصحفيين والممثلون عن شبكة الإعلام العام ومنظمة الخط الأمامي لحقوق الإنسان ومقرر الأمم المتحدة الخاص والمعني بالقضايا خارج القضاء وغيرها.
استهدفت الندوة تعزيز حرية الصحافة وضمان أمن الصحفيين وحمايتهم من التهديدات التي قد يواجهونها في أنشطتهم المهنية. وفرت الندوة الحوار الفعال لمناقشة تطوير الشراكات والتضامن بين الدول تحت رعاية مركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان. وألقي النظر إلى مساعي الحماية لمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ذات الصلة وتقييمها. من ناحية أخرى، ساهم المنتدى في مبادرة إصدار البيان العالمي لحماية الصحفيين بمثابة حجر الزاوية للنظام الدولي الموحد المعزز للحرية الإعلامية وحماية الصحفيين.
الترجمة من الروسية: د.ذاكر قاسموف