يبدو أن الحقد والكراهية هي المشاعر التي جُبِلَ عليها الشعب الأرمني فَميّزتهُ عن غيره، وهي تقوم على عداء هذه الأمة "القديمة" للشعوب الأخرى. بين الحين والآخر، تطل علينا أرمينيا بما يؤكد تمسكها بتلك الصفات "غير الحميدة"، فعندما يحدث بين قادتها خلافات سياسية، وهي كثير لا تنتهي، تتوجه للخارج في محاولة منها لإبعاد الأنظار عما يدور فيما بين الساسة الأرمن، وآخر هذه الإطلالات محاولاتها للنيل من الصداقة الروسية- الأذربيجانية، حيث تترسخ ظاهرة الحقد الأرمني المزمن، الذي يَنجم عادةً عن تأزّم اجتماعي وسياسي تَضج به أرمينيا ولا تَنفك عنها، وهذا الوضع الاجتماعي والسياسي السائد في هذا البلد، أدَّى إلى توسيع هذه المشاعر السلبية، وباتت تنقلب على أصحابها بكل السلبيات المتوافرة في قواميس اللغة ومعاجم الأخلاق.
يعبر الحقد الأرمني عن اعتراف واضح بتفوق من تقوم بمعاداتهم، حيث تشعر أرميينا بعلو شأنهم ومكانتهم الرفيعة خاصة لدي الأتراك والأذربيجانيين، الذين لا يستسلمون للاستفزازات، إنَّما يواجهونها بقوة، ولذلك فإن الأحقاد الأرمينية دائما ما تفضي إلى الشعور لدى الأرمن بالمنافسة، ولكن عواقبها تؤدي عادة بأصحابها الأرمن، إلى تدمير ذواتهم وكياناتهم، وذوبان ما يدعونه مِن تَفوّق مزعوم عبر العصور.
لقد أصبح "صوت أرمينيا" مفلساً، يُعَاني من قبائح وانتقادات عَلقت به بعد نشره مقالة سفيهة وركيكة المَعنى والهَدف، صارت مِثالاً حياً وواضحًا على الحقد الأرمني الأعمي من أذربيجان والذي ليس له حدود، وكان موضوع المشاعر غير النبيلة من أرمينيا موجهاً نحو التعاون الروسي- الأذربيجاني في مجال السلامة البيولوجية.
أطلقت مؤسسة "أوراسيا الدولية للصحافة" في يونيو 2021، منصة فريدة من نوعها وفي شكلها، بعنوان "أوراسيا: مساحة السلامة الحيوية المشتركة''، رغبة بتوفير فرصاً لمناقشة آليات العمل المشترك بين أذربيجان وروسيا، للتخفيف من المشكلات الناجمة عن انتشار الالتهابات الخطيرة بشكل خاص، وللإنصاف والعدالة، لابد من كشف اللثام عن أن الأرمني كاتب المقالة، بدأ بوصف متوسط لأداء حكومته، فبدأ منطقياً تماماً، ومع ذلك، ووفقًا لتقاليد الصحافة الأرمينية، قام الكاتب بتحويل مزاجه الكئيب، الناجم عن هزائم السلطات المحلية في أرمينيا، إلى النيل غير المُبرَّر من مبادرة مؤسسة "أوراسيا الدولية للصحافة". بمعنى آخر، بدأ كاتب المقالة، بغض النظر عن القَذى المُتَحَجِّر في عينه، في البحث عن بقعة في شخص ما للنيل من سمعته، إلا أنه وبعد فشله، يبادر إلى التلويح بذراعيه بطريقة فوضوية، وتتبعثر كلماته هنا وهناك.
في الواقع، ربما تكون تطلعات الصحافة الأرمينية مفهومة، ذلك أن رئيس مؤسسة "أوراسيا الدولية للصحافة"، أومود ميرزايف، ثبَتَ دوماً في مواجهة الهجمات الأرمينية. إن أنشطة ميرزايف الموجهة ضد الدعاية الأرمينية، وضد ظلم القيادة الأرمينية، تتسبب تاريخياً بقلق خطير في للجانب الأرمني.
منذ 30 عاماً، ظلت مؤسسة أوراسيا الدولية للصحافة، وعلى رأسها السيد أومود ميرزايف، تعمل على فضح الأكاذيب الأرمينية، ومقارعة العدوان الأرمني على جميع الجبهات، حتى من على المنصات الدولية، كالأمم المتحدة وغيرها.
ولهذا، ليس من المُستغرب بمكان أن تشن الصحافة الأرمينية حملات تجريحية مفضوحة كونها بعيدة كل البُعد عن قداسة الحرف والكلمة والمهنية التي تنتهجها مؤسسة أوراسيا. يُدرك "صوت أرمينيا" جيداً أن البرنامج الدولي الأذربيجاني إنما يهدف إلى تطوير العلاقات الثنائية بين أذربيجان وروسيا، ولذلك فهو يسير في طريق النجاح نظراً ولعظم ونبل رسالته الشريفة. أرمينيا لن تربح بالطبع، لكن ليس لديها مَخرج تلوذ به جرّاء ارتكابها شناعات وفبركات متلاحقة. ولهذا، نرى الأرمن يتدثرون بمحاولات كسولة بمساعدة من صحفيين هُواة، لإهانة أنشطة مؤسسة "أوراسيا الدولية للصحافة"، وعلى وجه الخصوص، للنيل من السيد أومود ميرزايف، الذي لا نسمح به.
في الواقع، يًدرك الصحفي الأرميني جيداً أن أرمينيا تعيش وضعاً اقتصادياً بالغ الصعوبة، وتتعرض إلى تهديد خطير بأزمة سياسية قاصمة، وهذا الصحفي الأرمني يعلم أيضاً أنه خلال الموجة الأولى من الوباء، لم يتم إنقاذ أرمينيا إلا من خلال المنح والهبات التي حصلت عليها، كما أنه يُدرك أنه مع الموجة التالية من الوباء، ستواجه أرمينيا خطر التخلف عن الوفاء بالتزاماتها.
الفجوة بين أرمينيا وأذربيجان واسعة النطاق، وموقف أذربيجان لا رجوع عنه، المقالة في الطبعة الأرمنية دليل على ذلك الموقف الأذربيجاني المبدئي، ومع ذلك، ليس من الغريب على أرمينيا تبرير الغباء الذي تتدثر به غالباً بموقف مُهَلهَل من مراقب هش وحاسد يَخلو من الموضوعية والواقعية.
يجب الاستناد إلي Ednews (يوميات أوراسيا) في حالة استخدام المادة الإخبارية من الموقع