إزالة الألغام .. نساء ليبيّات يقتحمن حقول الموت

مجتمع 12:00 21.03.2023
رغم الخطر وقلق الأسرة واحتمالات تعرضها لانتقادات مجتمعية، إلا أن الليبية الشابة فرح الغزالي ذات الثلاثين ربيعا لم تتردد عندما أتيحت لها فرصة مساعدة بلادها من إزالة الألغام الأرضية أو ما تعرف بـ "حقول الموت". وفي مقابلة مع DW، قالت فرح وهي من أوائل الليبيات اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام "لم أتردد. طلبت مني عائلتي توخي الحذر وأخبرتهم أنني سأتوخى الحذر وأبلغتهم عن الأشياء الجيدة التي يمكننا القيام بها في خدمة أهالينا. كما أنني أقدم لأفراد عائلتي وأصدقائي النصحية حيال ما يجب فعله إذا رأوا لغما أرضيا أو عبوة ناسفة." ورغم صعوبة الحصول على بيانات دقيقة في ليبيا بسبب الصراع الدائر منذ سنوات، إلا أن مرصد الألغام الأرضية والذخائر العنقودية أفاد بمقتل أكثر من 400 ليبي بسبب الألغام الأرضية أو الذخائر غير المنفجرة فضلا عن إصابة أكثر من 3000 شخص خلال الأعوام الخمسة عشر الماضية. وأشار المرصد إلى أنه من المرجح أن تتجاوز الحصيلة الحقيقية هذا العدد المذكور فيما تمثل قضية مواصلة إزالة الألغام والذخائر غير المتفجرة تحديا كبيرا أمام الليبيين. وفي ذلك، تأمل فرح وغيرها من النساء الليبيات اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام في المساعدة على مواجهته بعد أن حصلن في نوفمبر الماضي على دورة تدريبية في طرابلس ولمدة شهرين. وعلى وقع ذلك، شرعن في البدء في العمل مع منظمات تعمل على إزالة الألغام بما في ذلك وزارة الدفاع ومنظمة "الحقول الحرة" الخاصة بمكافحة الألغام. وقالت إحدى المشاركات وتدعى أمل مصطفى وهي خريجة كلية الفنون وفي عامها الـ 29 عاما، إن التدريب امتد إلى عدة مراحل، مضيفة أن المتدربات اللاتي يرتدين الخوذات الثقيلة وأجهزة الكشف عن المعادن جرى تعليمهن على كيفية تحديد أخطر المناطق التي يحتمل أن تحتوي على ألغام وأيضا كيفية إزالة هذه الألغام. وكحال فرح، قالت أمل إن عائلتها كانت قلقة حيال انخراطها في إزالة الألغام، لكنها شجعتها على المضي قدما في التدريب. ولا تزال الألغام الأرضية تشكل خطرا على حياة الليبيين في أجزاء كثيرة من البلاد فيما قدرت الأمم المتحدة وجود أكثر من 20 مليون لغم أو مخلفات متفجرة في ليبيا رغم أن المسح الذي أُجرى في يناير لم يشمل كافة مناطق البلاد. ولا يعود زرع الألغام في ليبيا إلى القتال الأخير الذي ما زالت تئن تحت وطأته منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011 بل هناك مخلفات الحروب التي ترجع إلى الحرب العالمية الثانية وأعمال قتال مع مصر وتشاد في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. لكن تقارير ذكرت أن القوات التابعة للجنرال خليفة حفتر تقوم بزرع ألغام أرضية وعبوات ناسفة بدائية، فيما أفادت هيومن رايتس ووتش عام 2022 أن مجموعة "فاغنر" الروسية التي كانت تدعم حفتر قامت بزرع ألغام أرضية وشراك مفخخة بالقرب من طرابلس عام 2020. وذكرت منظمات حقوقية أن 130 من السكان قتلوا جراء انفجار الألغام الأرضية أو مخلفات القتال منذ انسحاب قوات حفتر من ضواحي طرابلس عام 2021. وفيما يتعلق بالعمل في مجال إزالة الألغام، قالت أسيل الفرجاني (28 عاما) إن عملها في نزع الألغام يعد بمثابة "مواجهة مباشرة مع الموت. لا مجال للخطأ إذ لا تمنحك الألغام فرصة ثانية." وأضافت "يقولون إن عملي خطير وهذا بالأمر الصحيح حيث أنه خطير بنسبة ألف في المائة". واتفقت مع هذا الرأي هدى خالد (33 عاما) التي تعمل مجال إزالة الألغام وهي عراقية تعيش في ليبيا، مضيفة أنها كعراقية قد عاصرت بعينيها جحيم الألغام. وقالت هدى في مقابلة مع DW "أمضينا سنوات نرى وقوع انفجارات في أسواقنا وشوارعنا حيث بات خطر إزالة الألغام جزءً من حياتنا اليومية". وقال محمود العلم، الذي يقوم بتدريب الليبيات على إزالة الألغام، إن هناك تحديات أخرى تواجه النساء اللاتي يعملن في مجال إزالة الألغام، مضيفا أنه لفترات زمنية طويلة كان يُنظر إلى هذا المجال باعتباره حكرا على الرجال. وأوضح العلم "واجهت المشاركات العديد من التحديات بسبب العادات والتقاليد في هذه البلد المحافظ حيث توجد قيود على عمل المرأة بشكل عام. لذا علينا أن نتخيل كيف يكون الأمر حين تعمل المرأة في مجال مثل إزالة الألغام." واتفقت في هذا الرأي أبيجيل جونز، التي ترأس برنامج التنوع والمساواة والشمول في مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية. وقالت "هذا المجال يهيمن عليه الذكور بشكل تقليدي بسبب ارتباطه التاريخي بالجيوش، لذا من الناحية التاريخية واجهت النساء المزيد من العوائق التي تحول دون عملهم في مهام إزالة الألغام". لكنها أشارت إلى أن الوضع تغير منذ انضمام المنظمات الإنسانية في إزالة الألغام عام 1988 في أفغانستان، مضيفة أن الوقت الراهن يشهد زخما دوليا لتعزيز المساواة بين الجنسين في هذا المجال. وقالت إن أول فريق نسائي بالكامل يعمل في مجال إزالة الألغام كان في كوسوفو عام 1999 وجرى إنشاؤه من قبل منظمة مساعدة نرويجية، مضيفة أنه يوجد فرق نسائية تعمل على إزالة الألغام في 25 دولة مختلفة بما في ذلك العراق ولبنان والسودان وميانمار وكمبوديا والأردن. وكشفت دراسة استقصائية أجريت عام 2019 على المنظمات غير الحكومية الدولية العاملة في إزالة الألغام عن أن النساء يشكلن الآن حوالي 20٪ من نسبة القوى العاملة في هذا المجال. ومع دخول المزيد من النساء إلى مجال إزالة الألغام، يدور نقاش حيال من الأفضل في هذا المجال: الرجل أم المرأة؟ ويزعم البعض أن النساء قد يستغرقن أوقاتا أطول مقارنة بالرجال وايضا أن تكون النساء في حاجة إلى الحصول على إجازات أكثر من الرجال بسبب الحمل والرضاعة. لكن في المقابل يؤكد آخرون أن النساء يحققن نتائج أفضل من الرجال في مجال إزالة الألغام، حيث ذكرت دراسة أن النساء أكثر حذرا وصبرا ويملن إلى العمل كفريق فضلا عن عدم حاجتهن إلى الاندفاع لإثبات مدى جدارتهن في العمل. وللخروج بنتيجة حاسمة، قام باحثون في برامج إزالة الألغام في 14 دولة من مناطق مختلفة، بدراسة عدد الأمتار المربعة من الأراضي التي تم تطهيرها من الرجال والنساء. وخلصت الدراسة التي نُشرت العام الماضي في مجلة Journal of Conventional Weapons Destruction إلى استمرار "القوالب النمطية والافتراضات غير المؤكدة. رغم أن التحليل الكمي للبيانات لم يجد أي فارق ذي مغزى في الإنتاجية التشغيلية.. على أساس الجنس." وقالت أبيجيل جونز إن انخراط المراة في مجال إزالة الألغام ليس مجرد مسألة تتعلق بحصولهن على فرصة عمل وإنما ذكرت دراسات أُجريت في دول مثل سريلانكا ولبنان حيث تعمل النساء في إزالة الألغام، أن هذا الأمر يساعد في تعزيز اندماج النساء في المجتمع. وأضافت "يساعد ذلك في تغيير الصور النمطية التي ما تزال موجودة حيال عدم قدرة المرأة على أداء نفس الوظائف التي يقوم بها الرجال. بل يساعد ذلك في زيادة تأثير المرأة على عملية صنع القرار سواء على مستوى المجتمع وايضا داخل أسرتها كما يوفر لهن نوعا من الاستقلال المالي". أما بالنسبة لفرح الغزالي، فهي تشعر بالسعادة حيال قدرتها على "تحدي الصورة النمطية" للنساء في ليبيا. وقالت "أريد أن أظهر أن المرأة تستطيع أن تقوم بما يقوم به الرجل من مهام وأريد أن أبذل قصارى جهدي. أعمل على تحسين قدراتي عن طريق الحصول على المزيد من التدريب لتعزيز خبرتي ...أشعر بالسعادة لأني أعلم أن عملي يساعد الناس".
سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار