احتفى المصريون بافتتاح مسجد الأقمر الأثري، بعد انتهاء مشروع لترميمه بتكلفة وصلت إلى 14 مليون جنيه، في إطار مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
ويقع مسجد الأقمر في شارع المعز وسط القاهرة، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 519 هجرية - 1125 ميلادية، في العصر الفاطمي حين بناه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله أبو علي المنصور بن المستعلي، وهو الخليفة السابع من خلفاء الدولة الفاطمية، وأشرف على البناء الوزير أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحي المعروف باسم المأمون البطائحي، ودوّن ابن فاتك اسمه إلى جانب اسم الخليفة الآمر في النصوص الكتابية بالخط الكوفي الدقيق على واجهة المسجد.
وقال الدكتور أبو بكر أحمد عبد الله، المكلَّف تسيير أعمال قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار في مصر، في كلمته خلال افتتاح المسجد، إن المسجد يعد واحداً من أعمال العمارة الإسلامية، فهو يتميز بجمال واجهته الحجرية المزخرفة بوجود المقرنص المشطوف على الجانبين.
يأتي افتتاح مسجد الأقمر استكمالاً لعدد من مشروعات الترميم الأثري التي نفّذتها وزارة السياحة والآثار المصرية، ومن بينها افتتاح جامع الحاكم بأمر الله بشارع المعز، في فبراير الماضي.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، في كلمته خلال الافتتاح، أن مشروع ترميم مسجد الأقمر بدأ في أكتوبر الماضي. مؤكّداً أن وزارة السياحة والآثار ممثلةً في المجلس الأعلى للآثار تولي اهتماماً كبيراً لمنطقة القاهرة التاريخية، حيث يجري العمل في عدد من المشروعات، بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية كونها أحد المواقع المسجلة على قائمة التراث العالمي لليونيسكو، فضلاً عن كونها من أهم المقاصد السياحية لمنتج السياحة الثقافية المصرية.
وتضمنت أعمال الترميم والتطوير صيانة الواجهة الرئيسية الحجرية للجامع، وإزالة الاتساخات، واستكمال بعض الكتابات الحجرية والرخامية الموجودة على الواجهة طبقاً للمصادر والمراجع العلمية، وتنظيف الأعمدة الرخامية وصيانة الكتابات الجصية الموجودة ورفع كفاءتها، ومعالجة الروابط الخشبية، إضافةً إلى صيانة الأبواب والشبابيك الخشبية وترميمها وتركيب أسلاك معدنية للشبابيك لحمايتها من دخول الطيور.
من جهته أوضح عاطف الدباح، المشرف على المكتب الفني للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن واجهة جامع الأقمر تُعدّ أول واجهة حجرية لمسجد في القاهرة، أما باقي الجامع فهو مبنيّ من الداخل بالطوب الآجُرّ والواجهة منحرفة لتساير خط تنظيم الشارع، وصحن الجامع مكشوف تحيط به أربعة أروقة أكبرها وأعمقها رواق القبلة والأسقف مغطاة بقباب.
وفي المسجد لوحة تذكارية تسجّل أعمال التجديد التي أجراها الأمير يليغا السالمي سنة 1396 ميلادية. ويشير النص الكتابي إلى أن أعمال التجديد شملت إقامة المئذنة والمنبر. وأُجري كثير من أعمال التجديد على الجامع بعد إنشائه، وأسهم في ترميمه أيضاً المجلس الأعلى للآثار وأزال المباني التي كانت أمام واجهته بحيث ظهرت زخارف الواجهة كاملة.
ومن المقرر أن تُنقل شعائر صلاة الجمعة المقبلة من مسجد الأقمر لأول مرة بعد الانتهاء من ترميمه وافتتاحه، حسب الدكتور هشام عبد العزيز، رئيس القطاع الديني في وزارة الأوقاف المصرية.