شنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هجوماً حاداً على المعارضة متعهداً باستعادة إسطنبول وأنقرة وغيرهما من البلديات الكبرى في الانتخابات المحلية المقررة في 31 مارس المقبل. ودعا جميع تشكيلات وتنظيمات حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى التركيز وتكثيف الجهود من الآن من أجل الفوز بالانتخابات المحلية واستعادة المدن الكبرى وفي مقدمتها إسطنبول والعاصمة أنقرة التي خسرها الحزب لمصلحة حزب الشعب الجمهوري المعارض في انتخابات عام 2019.
وقال أردوغان، أمام حشد من أعضاء حزبه في احتفال أقيم في أنقرة ليل الخميس - الجمعة في ذكرى مرور 22 عاماً على تأسيس حزب العدالة والتنمية، إن التنظيمات النسائية والشبابية بالحزب سيذهب أعضاؤها من باب إلى باب للقاء الناخبين. أضاف: هناك ولاية إسطنبول في مركز أولوياتنا، وولاية أنقرة، ولست بحاجة للحديث عن إزمير على أي حال، كذلك مرسين وأضنة في قلب اهتماماتنا، سنعمل جاهدين على إعادة هذه البلديات الكبرى إلى أصحابها في مارس 2024. ووجه نداءً إلى أعضاء حزبه، قائلاً: أتوقع من جميع زملائي عدم السماح أبداً لسمة التشاؤم بالانتشار في البلاد، من فضلكم لا تتركوا البلاد تحت رحمة السياسيين المفلسين الذين يريدون استدراج الشباب إلى ظلامهم السحيق.
وهاجم أردوغان المعارضة بقوله: لم نتمكن من تعليمهم احترام الإرادة الوطنية، لقد تنافسوا معنا 17 مرة خلال 22 عاماً، وفي كل مرة كانت الأمة تصفعهم، لقد دفعوا ثمن الاستهانة بالأمة والتشكيك في شرعية صناديق الاقتراع.
وألقى إعلان رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو عن احتمال ترشحه لرئاسة البلدية للمرة الثانية في الانتخابات المحلية التي تجري في 31 مارس المقبل بضغوط على إردوغان في ما يتعلق باختيار مرشّح يستطيع منافسة هذا السياسي البارز المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض. كما أن المنجزات التي حققها رئيس بلدية أنقرة، منصور ياواش، المنتمي أيضاً إلى حزب الشعب الجمهوري، تجعل حظوظه أعلى في تكرار الفوز في الانتخابات المقبلة، وفق المراقبين لمعركة الانتخابات المحلية التي بدأت مبكراً.
وأضاف إردوغان: بعد هزيمتهم الأخيرة في الانتخابات البرلمانية والرئاسية في مايو الماضي، لم يتخلوا عن عادتهم في إلقاء اللوم على الأمة، وقالوا إننا فزنا بأصوات الريف، لقد كانوا يسرقون الإرادة الوطنية بالأمس بالتصويت العلني والفرز السري، واليوم يظهرون الفاشية نفسها بطرح صندوق الاقتراع كمادة للنقاش. وتابع: اعتقدوا أنهم سيفوزون في الانتخابات بناءً على دعم قنديل جبل قنديل في شمال العراق مقر قيادات حزب العمال الكردستاني المصنف كمنظمة إرهابية. كمال كليتشدار أوغلو (رئيس حزب الشعب الجمهوري لم يكن أبداً رجلاً يلتزم بكلمته، ولم يعرف كيف ينسحب بكرامة. واستمر في الاستهزاء بعقول المواطنين. وما زال لا يعتذر للأمة، ولا يحاسب نفسه، ولا يواجه أخطاءه.
وذكر أن الذين صوتوا لكليتشدار أوغلو في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هم الأكثر إحراجاً، فالأمر مزعج لمواطنينا الذين صوتوا لحزب الشعب الجمهوري تكريماً للمحارب القديم مؤسس الجمهورية التركية والحزب مصطفى كمال أتاتورك. وهذا الوضع، الذي يضر أيضاً بالثقة في السياسة، يشكل خطراً على ديمقراطيتنا.
وأضاف أردوغان: أود أن أوجه النداء التالي إلى مواطني الذين اتخذوا خيارات مختلفة في الانتخابات الأخيرة: الحزب الذي لديه القدرة على تمثيل كل أطياف وألوان تركيا هو حزب العدالة والتنمية، هو حزب تركي، هو حزب 85 مليون تركي. نحن أكبر حزب في تركيا من حيث عدد الأعضاء. جميع مواطنينا قيّمون ويستحقون الخدمة، إذا كنت تبحث عن حزب وتحالف يحترمان 85 مليون تركي ويسمحان لك بمحاسبتهما بكل جرأة، انضم إلى حزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب. وتابع: رأينا، على مدى عام ونصف، أنهم المعارضة أخفوا عدداً لا يحصى من الخيانات والمؤامرات والصفقات القذرة تحت الطاولة التي قاموا بتسويقها على أنها أمل للأمة طاولة الستة لأحزاب المعارضة.
وقال إن على كليتشدار أوغلو وأتباعه أن يجيبوا عن الكثير من الأسئلة المنطقية عن علاقتهم بجبل قنديل، وبنسلفانيا الولاية الأمريكية التي اختارها الداعية فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب في 2016، منفى اختيارياً له منذ عام 1999، وأن يقدموا كشف حساب للأمة، وأن يضعوا جانباً مكر تسويق الهزيمة على أنها انتصار، ويعترفوا بأخطائهم كما يليق بأي سياسي شريف. وأقر بأن هذه الصورة التي نواجهها لا تجعل مهمتنا سهلة، بل تجعلها أكثر صعوبة وتزيد مسؤوليتنا أكثر.
وتعهد أردوغان، في تصريحات سابقة، إلحاق هزيمة ساحقة جديدة بالمعارضة في الانتخابات المحلية، واستعادة حزب العدالة والتنمية الحاكم السيطرة على البلديات الكبرى التي فازت بها المعارضة في الانتخابات السابقة في 2019. وقال إن حزبه سيفضح الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين يحاولون إخفاء فشلهم في إدارة البلديات من خلال أجندة زائفة وخطابات تعتمد على المبالغة.