اشتعلت الساحة السياسية في تركيا مجدداً بعد مرور أكثر من عام على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي شهدتها في 14 مايو 2023 وطغت على السطح معارك بين الحلفاء السابقين في المعارضة دارت حول اتهامات بالخيانة لرئيسة حزب الجيد السابقة ميرال أكشنار.
وأعلنت أكشنار أنها ستقاضي كلاً من رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق، كمال كليتشدار أوغلو، بسبب تعليقات على زيارتها للرئيس رجب طيب أردوغان في يونيو الماضي وبعض التصرفات التي صدرت عنها قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي، وصفها بالخيانة والفجور، ورئيس حزب النصر، أوميت أوزداغ، الذي اتهمها بالتخطيط لفوز أردوغان بالرئاسة عام 2018.
وتناول كليتشدار أوغلو، في مقابلة تلفزيونية قبل أيام، الأزمة التي تسببت فيها أكشنار قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي، قائلاً: إذا اتفق الزعماء الستة على نص توافقي مشترك حول كيفية حكم تركيا، وهو أمر ذو قيمة كبيرة من حيث تاريخنا الديمقراطي، وإذا اتفقنا على التعديلات الدستورية التي يتعين إجراؤها في فترة الانتقال إلى النظام البرلماني المعزز، فما كان ينبغي لنا أن نخوض عملية ترك الطاولة والعودة إليها مرة أخرى، ولم يكن ينبغي لنا ترك الطاولة والعودة إليها مرة أخرى في القصر (زيارة أكشنار لأردوغان بالقصر الرئاسي) لاحقاً، لقد تفاجأت حقاً... لسوء الحظ، يمكننا أيضاً أن نرى الخيانة والفجور في هذه الأراضي التي نعيش فيها.
بدوره، تناول رئيس حزب النصر، أوميت أوزداغ، الذي كان من مؤسسي حزب الجيد مع أكشنار عام 2017 ونائباً لها في رئاسته قبل أن ينشق ويؤسس حزبه، أحداثاً جرت قبل الانتخابات الرئاسية في 2018، التي تم خلالها الانتقال إلى النظام الرئاسي، مدعياً أنها أعطت توجيهات بالعمل على أن يفوز أردوغان بالرئاسة. وقال أوزداغ، في مقابلة تلفزيونية، إنه قبل شهر من انتخابات 2018، أخذه صاحب شركة استطلاع، وهو أحد مستشاري أكشنار، إلى غرفة داخل الحزب «لا يمكن التنصت عليها، وقال: لا تسألني لماذا لكن السيدة أكشنار تحدثت إليّ وقالت إننا نعمل على أن يتم انتخاب أردوغان، لكن إذا سألني أحد فسأنفي أنني تحدثت معك. وأشار إلى أن أكشنار كانت مرشحة أيضاً للرئاسة، وكذلك محرم إينجه من حزب الشعب الجمهوري، وحصل كلاهما على أصوات أقل من أصوات الحزبين.
وأضافت في تصريح لصحيفة سوزجو: لقد كان عم أمي شهيداً في اليمن، وعم والدي كان صديقاً لمصطفى كمال أتاتورك، وهو حاصل على وسام الاستقلال، ولا يمكن لعائلتي أن تتحمل هذا، كل ما أحتفظ به داخل نفسي سيتم تضمينه في الدعوى... لقد كنت متسامحة جداً مع أوزداغ حتى الآن، أسس حزباً وتركنا، لقد تعاملت بأكبر قدر ممكن من الاهتمام. لكنني سأقاضي أي شخص يشتمني ويدعي أن لديه مستندات أو معلومات، وسأقول أحضر مستنداتك. بدوره، رد أوزداغ على إعلان أكشنار مقاضاته، قائلاً: سأكون ممنوناً.
أكشنار أعلنت مقاضاة رئيس حزب النصر أويت أوزداغ بسبب حديثه عن خطتها لدعم أردوغان في انتخابات الرئاسة عام 2018
على صعيد آخر، وعشية احتفال حزب العدالة والتنمية بالذكرى الـ23 لتأسيسه، حسم الحزب ما تردد من تكهنات في الأيام الماضية حول انتقال نواب من حزب المستقبل الذي يرأسه رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو، إلى العدالة والتنمية. وقال نائب رئيس العدالة والتنمية حمزة داغ، في مؤتمر صحفي الثلاثاء: هناك أعضاء في مجالس 15 بلدية واثنان من نواب البرلمان سيعلنون انضمامهم إلى حزبنا خلال الاحتفال. وتردد، خلال الأيام الماضية، أن نائب حزب المستقبل عن إسطنبول، سليم تومورجو، انضم إلى العدالة والتنمية بعد لقاء مع إردوغان، وقال داود أوغلو إنه كان على علم بلقاء تومورجو مع أردوغان، وقد قبل الدعوة، ويمكن لأي سياسي أن يقبل مثل هذه الدعوات بغض النظر عمن يشغل منصب الرئيس.
ورداً على ادعاءات حول انتقالات واسعة إلى العدالة والتنمية، نفى نائب رئيس حزب المستقبل، سلجوق أوزداغ، بشكل قاطع، قائلاً: نحن حيث نحن، وما زلنا في المعارضة، نحن نواجه عملية خطيرة، هناك أخبار عن انتقال 5 نواب إلى حزب العدالة والتنمية، وكان آخرها اسمي شخصياً، لقد شكلنا مجموعة برلمانية وأصبحنا معارضة ناجحة للغاية، وسنستمر هكذا.