في الآونة الأخيرة، دخلت مجموعة جديدة من العقوبات الأمريكية ضد روسيا حيز التنفيذ. فرض الحظر على توريد السلع والخدمات لقطاع الدفاع، فضلاً عن التقنيات والمنتجات التي يمكن استخدامها لإنتاج الأسلحة الكيميائية.
تتضمن الوثيقة فرض الحظر على تصدير البضائع العسكرية. في هذه القائمة 21 مجموعة من السلع، بما في ذلك الأسلحة والالكترونيات اللاسلكية العسكرية والمحركات النفاثة والأجهزة المسيرة.
لم تؤثر هذه الحزمة من العقوبات على العلاقات بين أذربيجان وروسيا في جوانبها الاقتصادية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أذربيجان دعماً غير مشروط لروسيا.
حاولت يوميات أوراسيا معرفة آراء الخبراء الدوليين في كيفية تأثير هذه العقوبات على العلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة على خلفية الدعم الكامل لروسيا من الجانب الأذربيجاني وكيف هذه العقوبات تضر الاقتصاد الروسي.
وعلق اندريه كورتونوف، أستاذ العلوم السياسية الروسي والشخصية الاجتماعية ومدير عام المجلس الروسي للعلاقات الخارجية على إمكانية وقوع التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة وأذربيجان.
وأضاف كورتونوف قائلاً إنه: "فيما يخص للعلاقات بين باكو وواشنطن، يجب علينا أن نضع في اعتبارنا أن أذربيجان ليست بدولة وحيدة لديها علاقات ودية مع الولايات المتحدة، ولكن لا تدعم العقوبات الأمريكية ضد روسيا. على سبيل المثال، يمكننا أن نشير إلى إسرائيل التي لم تدعم أبداً العقوبات الأمريكية ضد روسيا. علاوة على ذلك ، يمكن أن نذكر بلداً مثل كوريا الجنوبية التي تعمل بنفس الطريقة مثل إسرائيل. يمكن القول إن الولايات المتحدة تستخدم حالياً العقوبات كأداة للتأثير على حلفائها. يمكننا ان نقدم لكم على سبيل المثال، عندما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، لذلك آمل أن فيما يخص للعلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة، لن يكون لموقف القيادة الأذربيجانية تأثير كبير على العلاقات الإيجابية الشاملة بين البلدين. على الأقل، سأفاجئ جدا أن أرى أن الولايات المتحدة تحاول معاقبة أذربيجان بطريقة أو بأخرى لانتهاكها العقوبات الامريكية ضد روسيا ".
كما تطرقت يوميات أوراسيا لموضوع الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الجديد لأرمينيا نيكولا باشينيان إلى روسيا. من الجدير بالذكر أنه في 8 سبتمبر، سيقوم رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان بزيارة العمل إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتحدث الخبير السياسي الروسي عما يتوقع من هذا الاجتماع، وما إذا كانت هناك أي حوافز لتسوية الخلافات بين أذربيجان وأرمينيا قاره باغ الجبلية.
قال أندريه كورتونوف أيضاً: "يجب أن نعترف بأن باشينيان هو بلا شك أول زعيم لأرمينيا والذي لا ينتمي لعشيرة قاره باغ. وبالطبع، فهو يحاول الدفاع عن مصالح قاره باغ. وهكذا، يمكننا أن نفترض أن هذا مجرد افتراض، ولكن يجب أن نؤكد أن الزعيم الجديد لأرمينيا يظهر مرونة كبيرة في قضية قاره باغ الجبلية قاره باغ الجبلية. أود أن أتمنى أنه سيكون في وضع أفضل من سابقه في محاولة في دعل الوضع الأفضل في العلاقات مع أذربيجان. وفي رأيي أن الكابوس بالنسبة لموسكو هو وقوع صراع جديد آخر بين أذربيجان وأرمينيا، وهو ما رأيناه قبل عامين (معارك أبريل). ولكن في رأيي، لن تكون هناك حالة طوارئ جديدة ، وسيحاول الرسميون في باكو وموسكو منع احتمال نشوب نزاعات جديدة ووشيكة".
شارك بيتر تاك ، الصحفي الأمريكي والخبير في العلاقات السياسية والدولية في جامعة شيكاغو أفكاره حول التدهور المحتمل للعلاقات بين أذربيجان والولايات المتحدة.
وأشار الى أن العلاقات الثنائية بين أذربيجان وروسيا في حالة مستقرة، وقد توقف التعاون الاقتصادي، وتزايد التبادل الثقافي (على الرغم من الاهتمام الكبير الذي أبداه المواطنون الشباب من أذربيجان إلى الثقافة الغربية)، وكذلك التعاون التجاري في مرحلة جيدة.
"إن الحوار السياسي بين موسكو وباكو يزداد حدة، ولكن خلال العقدين الماضيين اختفت النتائج. من خلال مراقبة السياسة الخارجية واستراتيجية الدفاع الوطنية فلأذربيجان نتأكد في أن حكومة أذربيجان بقيادة الرئيس إلهام علييف تقر التعاون الاستراتيجي (الذي قد حقق نتائج ملموسة) مع حكومتي الولايات المتحدة وإسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن نلاحظ أن السياسة الخارجية لأذربيجان هي براغماتية وتنضج وتحمي المصالح الوطنية لأذربيجان وسيادتها على أراضيها. أقامت وزارة الخارجية لأذربيجان الحوار وبالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية. وهذا التعاون عالي الأداء ومفيد للشعب أذربيجان. وستظهر نتائج هذه الشراكة الاستراتيجية في وقت قريب جداً، وتم إخفاء الجزء الكبير من هذه الشراكة من الجمهور. ووفقاً لمصادر المعلومات المختلفة والموثوق به، حصلت أذربيجان على مكانة خاصة ذات أولوية في نهج السياسة الخارجية الأمريكية، حيث يقدم قطاعها المصرفي الدعم المطلوب لوزارة المالية الأمريكية ".
وفيما يتعلق بمسألة كيف ستؤثر هذه الحزمة الأخيرة من العقوبات ضد روسيا على الاقتصاد الروسي، أجاب بيتر تاس بالنحو التالي: "ليس هناك شك في أن العقوبات الاقتصادية الأمريكية ضد روسيا ستكون لها آثار مباشرة على الشؤون المالية، وزيادة الفقر والحد من رفاهية بين الأوليغارشية المحلية. لقد أظهر التاريخ أن أذربيجان، بقيادة الزعيم الوطني حيدر علييف، قد استخدمت القيم الديمقراطية التي ما زالت تغيب في العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ".
الإعداد: أكبر بيراموف
الترجمة من الروسية: د. ذاكر قاسموف