ولم يخلُ المعرض من الأدوات الغريبة، من بينها مثلاً ثلاجة تبرد مشروباً في دقيقتين، أو مولّد روائح لشراء العطور عبر الإنترنت. وأفادت شركة Y-Brush الفرنسية من المعرض لترويج فرشاة أسنان صوتية تشبه أطقم الأسنان، تستطيع تنظيف كل الأسنان دفعة واحدة في خمس ثوان أو عشر أو 15 ثانية.
إلا أن أكثر ما استحوذ على اهتمام زوار المعرض كان مسألة استهلاك الطاقة. وقال جاستن (23 عاماً) الذي يهوى التكنولوجيا، وجاء إلى برلين خصيصاً لحضور العرض، إن "كل هذه الأجهزة تستهلك الطاقة بشكل جنوني". أما كريستوف بويتغر (39 عاماً) فقال "نحن دائماً نفكر في ذلك".
وارتفعت أسعار الطاقة في أوروبا خلال الأشهر الأخيرة في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا وتوقف روسيا عن مدّ ألمانيا بالغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم". وأطلقت الحكومة الألمانية حملة لخفض استهلاك الطاقة وحاولت أن تكون مثالاً يحتذى به من خلال مجموعة إجراءات طبقتها في المباني العامة.
وتفاقمت أزمة الطاقة الاسبوع الفائت بفعل إعلان مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة أنها لن تعاود ضخ الغاز عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" رغم انتهاء عملية صيانة لثلاثة أيام، ملقية اللوم على العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا. وشددت مديرة الجهة المنظمة لمعرض برلين سارة وارنك على ان تقنيات المنازل الذكية يمكن أن تساعد في توفير الطاقة.
أشار تقرير صدر عام 2020 عن مجلس الشيوخ الفرنسي إلى أن "النمو في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري" من التقنيات الرقمية يعود خصوصاً إلى ما يُسمى "إنترنت الأشياء"، أي الإلكترونيات المنزلية المتصلة بالإنترنت و"تخزين البيانات". ويمكن أن يؤدي الاثنان مجتمعين إلى زيادة بنسبة 60 في المئة "في الاثر الكربوني للتقنيات الرقمية بحلول عام 2040".
ورغم ما تتيحه هذه التقنيات من إمكانات للحد من استهلاك الطاقة على المستوى الفردي، قد يكون التأثير الكلي لهذه التقنيات أكبر مما يبدو للوهلة الأولى.
وأملت شركة "إيكوفلو" الصينية التي تملك مكاتب في كل أنحاء أوروبا في حل هذا التناقض باعتماد ألواح شمسية صغيرة الحجم. ولأن الألواح قابلة للطي وللحمل في علبة خاصة، لا يحتاج المستخدمون إلى رخصة رسمية لتركيبها، على ما أوضح الناطق باسم الشركة فرانكو فيشر.
ويمكن أن يولد كل لوح 2700 واط، وهو ما يكفي لشحن جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول أو مجفف شعر. واضاف فيشر "نتوقع أن يكون لدى المستهلكين في أوروبا طلب مرتفع على حلول مثل حلولنا، لأن الناس يريدون أن يكونوا مستقلين، لا سيما في فترات الأزمات".