انطلقت فعاليات كأس الأمم الأفريقية 2024 في ساحل العاج وسط تطلعات كبيرة، محليا وقاريا، وتساؤلات متنوعة، لوجستيا ورياضيا، ستكون بمثابة تحديات عديدة في طريق البلد المضيف والاتحاد الأفريقي لكرة القدم على حد سواء. وتبدأ المنافسة بمباراة افتتاح تجمع بين ساحل العاج، أحد المرشحين للفوز باللقب، وغينيا بيساو على ملعب الحسن واتارا في إبيمبي، بشمال غرب أبيدجان.
يستضيف بلد النجم الدولي السابق والرمز ديديه دروجبا العرس الكروي القاري للمرة الثانية بعد عام 1984، ساعيا لتأكيد خروجه من دوامة الانقسامات والخلافات التي قادته سابقا إلى حرب أهلية هددت وجوده واستقراره، معلنا عزمه على الفوز بنجمة ثالثة بعد تتويجه عامي 1992 بالسنغال و2015 بغينيا الاستوائية. وترحب ساحل العاج بالقارة الأفريقية على وقع كلمة "أكوابا"، التي تعني في اللغة المحلية "مرحبا"، وعينها على رفع التحدي الواقع على عاتقها، لوجستيا ورياضيا، إذ أن البطولة لم تعد تُلعب بثمانية منتخبات كما كان الحال في 1984 ولكن بمشاركة 24 بلدا موزعين على ست مجموعات يتبارزون على الكأس في خمس مدن هي أبيدجان، ياموسوكرو، بواكي، سان بيدرو وكوروجو، وستة ملاعب بينها اثنان في العاصمة الاقتصادية أبيدجان هما ملعبا الحسن واتارا (نسبة للرئيس الحالي) وفليكس هوفويت-بوانيه (الرئيس الأول للبلاد، منذ استقلالها عن فرنسا في 1960 لغاية وفاته في 1993).
بدا الطريق طويلا وشاقا منذ أن غمرت عاصفة قوية عشب ملعب إبيمبي في مطلع سبتمبر الماضي، ما تسبب بإيقاف مباراة ودية بين "الأفيال" ومالي، ليثير المشهد الكارثي استياء الإيفواريين أنفسهم ومخاوف الأفارقة من تعثر الاستعدادات للحدث القاري البارز. لكن السلطات ردت بالقول إن الأمر تحت السيطرة، مشيرة لأمطار استثنائية لم تكن متوقعة. وفيما تشكل مسألة الأمن أحد التحديات الكبرى للبلد المضيف المتاخم لمالي وبوركينا فاسو، وهما بلدان مجاوران يواجهان حركة جهادية مهددة لكل منطقة جنوب الصحراء، أثارت مصادر متخصصة مسألة أمن الجماهير، علما أن المنظمين يتوقعون توافد ما يصل إلى 1.5 مليون زائر إلى ساحل العاج أبرزهم من جيرانها كبوركينا فاسو وغينيا ومالي وغانا.
أما بالنسبة للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، فسيكون التحدي الأكبر في حسن سير المباريات ومدى قدرة الحكام على تطبيق قواعد اللعبة بإنصاف وكفاءة، فعشاق كرة القدم عبر العالم يتذكرون أن في نسخة 2022 بالكاميرون أعلن الحكم الزامبي جاني سيكازوي نهاية المباراة بين تونس ومالي قبل موعدها، ما أثار سخرية الجماهير وغضب التونسيين.
في أبيدجان كانت الانطلاقة الرسمية، حيث بدأ بحفل افتتاح وبعده شهد نفس الملعب مواجهة بين "الأفيال" وغينيا بيساو على ملعب الحسن واتارا في إبيمبي، شمال غرب أبيدجان، وذلك في أول لقاء بين منتخبي غرب إفريقيا في كأس الأمم. وأدار المباراة الحكم المصري أمين محمد عمر البالغ من العمر 39 عاما، برافقة مواطنوه محمود أحمد كامل وأحمد حسام طه، ومحمود البانا حكما لتقنية الفيديو. وانتهت المبارة بفوز ساحل العاج بهدفين مقابل لا شئ.