يكشف كبير مفاوضي الاتحاد الاوروبي لبريكست ميشال بارنييه، الأربعاء، الخطوط العريضة المفصلة للمعسكر الأوروبي، على خلفية جدل حول مستوى التفاؤل لدى الجانبين قبل أسابيع من إطلاق المباحثات.
وبعد قمة أوروبية السبت، أكد خلالها قادة الدول الـ27 الباقية في الاتحاد الأوروبي "وحدتهم"، جاء دور التفاصيل التقنية، إذ ستقدم المفوضية الأوروبية "توصياتها" تمهيدا لبدء مفاوضات حول اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد.
وهي مرحلة إضافية أساسية ليكون المعسكر الأوروبي مستعداً قانوناً للتفاوض مع لندن: تقديم "خطة" مفاوضي الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم المفوضية مارغاريتيس سخيناس خلال مؤتمر صحافي "الآن مع توفر الإطار السياسي الذي تريد المفوضية التفاوض بشأن المادة 50 (من معاهدة لشبونة التي تنص على تأمين مخرج لدولة عضو ترغب في الانسحاب من الاتحاد الأوروبي) باسم الدول الـ27، سيعرض كبير المفاوضين ميشال بارنييه، الأداة القانونية
التي ستترجم هذا الإطار السياسي إلى أداة محددة للمفاوضات".
وسيفصل المفوض الأوروبي السابق ميشال بارنييه (66 عاماً)، خطوطه العريضة خلال مؤتمر صحافي تستند إلى المبادئ الكبرى الأساسية التي قررتها الدول الـ27.
ويأمل المفاوض الفرنسي في إنهاء المفاوضات بحلول أكتوبر (تشرين الأول) 2018، ليتمكن البرلمان الأوروبي من التصويت على الاتفاق الذي يفترض التوصل اليه قبل انسحاب بريطانيا من الاتحاد في 29 مارس (آذار) 2019.
وتحث توصيات المفوضية بحسب مشروع، على طلب ضمانات باستمرار الحقوق الحالية مدى الحياة لرعايا الاتحاد الذين يقيمون في بريطانيا منذ 5 سنوات أي حوالى 3 ملايين شخص.
وتؤكد على الملفات الثلاث الأساسية التي حددتها الدول الأعضاء ويجب تسويتها قبل مناقشة اتفاق تجاري مستقبلي: "الرعايا، والمبالغ الواجب تسديدها، ووضع الحدود بين إيرلندا الشمالية وإيرلندا".
ويطلب الاتحاد الأوروبي من بريطانيا أن تدفع "فاتورة" تقدر قيمتها بين 40 و60 مليار يورو، وهو مبلغ يعتبر البريطانيون أنه ليس عليهم تسديده.
وحرصاً على مبدأ الشفافية، ستنشر المفوضية هذه التوصيات التي يجب أن تتبناها لاحقاً الدول الأعضاء وفقاً لجدول زمني يحدد خلال مجلس للقضايا العامة يضم الوزراء الأوروبيين الـ27 المكلفين الملف في 22 مايو (أيار).
وسيكون الاتحاد الأوروبي مستعداً لبدء المباحثات مع بريطانيا بعد الانتخابات التشريعية في هذا البلد في 8 من يونيو (حزيران) التي دعت إليها رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تسعى إلى تحقيق غالبية سياسية.
وتجري هذه العملية الأوروبية التقنية أحياناً، في أجواء سياسية شهدت توتراً في نهاية الأسبوع.
وترغب ماي أن تجري المباحثات حول الاتفاق التجاري في موازاة المفاوضات حول شروط الطلاق خلافاً لرئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الذي يؤكد أن البعض في لندن "يقلل من شأن الصعوبات التقنية" التي يتعين على الاتحاد الأوروبي تخطيها.
وهل كانت مأدبة العشاء بين ماي ويونكر مساء الأربعاء الماضي في لندن "بناءة" كما أكد الجانبان؟.
ووصفت ماي في نهاية الأسبوع المقال لصحيفة "فرانكفورتر الغمايني تسايتونغ" الألمانية الذي أعطى صورة متشائمة لتحضيرات المفاوضات، بأنها "إشاعات من بروكسل".
وبحسب الصحيفة، قد يكون يونكر عبر بعد العشاء عن انطباعاته السلبية للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وبعد ساعات حذرت ميركل لندن من "الأوهام" الدائمة حول عواقب طلاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أوردت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية تصريحات ليونكر قال فيها إن ماي "على كوكب آخر".