مؤرخة تكشف أسرار الناجية الأخيرة من تجارة الرقيق عبر الأطلسي

العالم 12:00 26.03.2020
تبدو تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي نشاطا من حقبة بعيدة وبربرية، بيد أن مؤرخة عثرت على أدلة تشير إلى أن آخر الناجين من هذه التجارة ظل حيا في الذاكرة، لفترة ليست بعيدة.
 
كانت هانا دوركين، الأستاذة بجامعة نيوكاسل، قد أشارت في وقت سابق إلى أن آخر الناجين من العبودية، بعد أن أُختطف من أفريقيا في القرن التاسع عشر، ونُقل إلى الولايات المتحدة، هي امراة تدعى روديشي سميث، وتوفيت في عام 1937.
بيد أنها اكتشفت حاليا سيدة أخرى تدعى ماتيلدا ماكرير، عاشت ثلاث سنوات بعد ذلك.
 
توفيت ماتيلدا في مدينة سلما، بولاية ألاباما الأمريكية، في يناير/كانون الثاني عام 1940، عن عمر ناهز 83 عاما، وكانت قصة حياتها المتمردة حلقة الوصل الحية الأخيرة بالعبيد الذين اختُطفوا من أفريقيا.
 
لم يكن لدى حفيدها جوني كرير، البالغ من العمر 83 عاما، أدنى علم بقصة جدته التاريخية.
شهد كرير، في ستينيات القرن الماضي، العنف ضد متظاهرين يطالبون بالحقوق المدنية في مدينة سلما، وإلقاء مارتن لوثر كينغ خطابا أمام جموع المحتجين.
 
وقال جوني كرير لبي بي سي، إنه عندما اكتشف أن جدته كانت مستعبدة: "اختلطت عليه المشاعر بشدة".
 
وأضاف: "فكرت لو أنها لم تتعرض لما حدث، لما كنت هنا. لكن هذا الشعور تبعه حالة غضب".
 
كان تجار الرقيق قد اختطفوا ماتيلدا من منطقة غربي أفريقيا في سن الثانية، ووصلوا إلى ألاباما في عام 1860 على متن واحدة من آخر سفن تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي.
اشترى صاحب مزرعة غني يدعى ميمورابال كريغ ماتيلدا ووالدتها غراس، وشقيقتها سالي.
 
وتقول دوركين إن الشعور المخيف بالانفصال والضياع والتشتت لابد وأنه كان يسيطر على هذه الأسر، لا سيما بعد أن فقدت والدة ماتيلدا والد أطفالها وولدين آخرين ظلوا في أفريقيا.
 
وكانت الوالدة في الولايات المتحدة عاجزة عن منع أخذ ابنتيها منها وبيعهما لمالك آخر وعدم رؤيتهما إلى الأبد.
 
حاولت ماتيلدا وغراس وسالي الهرب من المزرعة بعد وصولهن بفترة وجيزة، لكن أُمسك بهن.
 
أدى إلغاء العبودية، في عام 1865، إلى التحرر بيد أن عائلة ماتيلدا ظلت تعمل في زراعة الأرض مقابل حصة من المحصول، يحاصرهن الفقر، ويبدو أن غراس لم تتعلم الإنجليزية جيدا.
 
وتقول دوركين: "لكن قصة ماتيلدا رائعة بشكل خاص لأنها قاومت ما كان متوقعًا من امرأة سوداء في جنوبي الولايات المتحدة خلال الأعوام التي أعقبت التحرر.
 
وتضيف: "لم تتزوج، لكن كانت مرتبطة بزواج عرفي لعشرات السنين برجل أبيض من أصول ألمانية، وأنجبت 14 طفلا".
 
وتقول دوركين إن من المرجح أيضا أن شريكها كان يهوديا.
 
وتضيف أن علاقة الزوجين كانت "مذهلة" في عصرها، تجاوزت حدود العبودية والطبقية والدين والتوقعات الاجتماعية.
 
كما غيرت ماتيلدا لقبها من كريغ، مالك العبيد، إلى ماكرير.
 
وتقول دوركين إنها كانت قوية الإرادة بشكل ملحوظ.
 
وتضيف دوركين، التي نُشرت أبحاثها في دورية "العبودية والإلغاء": "على الرغم من أنها (ماتيلدا) غادرت غربي أفريقيا عندما كانت طفلة صغيرة، إلا أنها ظهرت طوال حياتها بتصفيف شعر على طريقة اليوروبا التقليدية، وهي طريقة يُفترض أنها تعلمتها من والدتها".
 
كما حملت ملامح الوجه علامات من طقوس تقليدية في أفريقيا.
 
سافرت ماتيلدا في السبعينيات من عمرها في رحلة أخرى وقطعت مسافة 15 ميلا عبر طرق ترابية إلى محكمة المقاطعة للمطالبة بتعويض عن فترة استعبادها.
 
كانت ماتيلدا في ذلك الوقت واحدة من عدد قليل من العبيد الباقين على قيد الحياة من أفريقيا، ويبدو أنهم كانوا على اتصال ببعضهم بعضا.
 
كان يوجد تجمع سكني على مقربة من موبيل، في ألاباما، يضم أحفاد العبيد ممن كانوا من نفس السفينة مثل ماتيلدا، وكانت لغة الحوار بينهم هي لغة اليوروبا في غربي أفريقيا.
 
كانت فرصة الحصول على تعويض، في منطقة "الجنوب العميق"، التي تُطلق وصفا على المناطق السفلى في الجنوب الأمريكي، خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ضئيلة جدا، وقد رُفضت دعوى قضائية رفعتها مستعبدة سابقة فقيرة سوداء البشرة، في جلسة استماع لم تتسم بالتعاطف.
 
بيد أن مثل هذه الفكرة التحريضية، ألا وهي الحصول على تعويض عن فترة الاستعباد، جذبت اهتمام الصحافة المحلية وساعدت المقابلات الشخصية في كشف بعض تفاصيل حياة ماتيلدا.
 
وعندما توفيت، في ظل تاريخ عبودية ظل موضوعا يتسم بالصعوبة والخطورة، لم يكن هناك نعي، ولا اعتراف.
 
وتقول دوركين: "كان هناك الكثير من الخزي المرتبط بأن يكون المرء مستعبدا".
 
وتضيف: "كان الخزي على المستعبدين، وليس على تجار العبيد".
 
وقال حفيدها، كرير: "ولدت في نفس المنزل الذي توفيت فيه".
 
وعلى الرغم من أن عائلته كانت تعرف أن ماتيلدا من أصول أفريقية، إلا أنه لم يُعرف الكثير عن حياتها.
 
ويقول عن بحث دوركين: "إنه يسد فراغات كثيرة لدينا عن حياتها".
 
ولم تكن القسوة التي واجهتها ماتيلدا مفاجأة بالنسبة له.
 
ويقول: "منذ اليوم الذي أُحضر فيه أول أفريقي إلى هذه القارة كعبد، كان علينا أن نناضل من أجل نيل الحرية".
 
نشأ كرير في عصر الفصل العنصري، وركز والداه بشكل كبير على التعليم كوسيلة للتخلص من الفقر و"مفتاح لتغيير العالم".
 
بيد أن قلة معرفته بشأن جدته تعكس كم من تاريخ العبودية لا يزال مجهولا.
 
ويقول كرير: "لم أتفاجأ بأنها كانت متمردة".
 
ويضيف إنهم كانوا ينشدون خلال الاحتجاجات المطالبة بالحقوق المدنية أغنيات تحمل جذور سنوات العبودية بـ "نفس الكفاح والنضال المستمرين" ويسعون إلى تحقيق أهداف "الحرية والمساواة الحقيقية" مثل جدته مستقلة الفكر.
 
ويقول: "إنه لأمر مريح أن تعرف أنها كانت لديها الروح التي تبعث على السمو".
 
ولكن لا يزال التفكير في كيف تداخل سحر هوليوود في أربعينيات القرن الماضي بشكل مباشر مع حياة النساء والأطفال الذين جُلبوا مكبلين في السلاسل من أفريقيا مثيرا لمشاعر النفس.

 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار