قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، اليوم الأربعاء، إن بلاده ستحكم نظام "طالبان" بناءً على "الخيارات التي سيتخذها وعلى أفعاله، وليس على أقواله.. على سلوكه حيال الإرهاب والجريمة والمخدرات، كذلك على حقّ الوصول للمساعدات الإنسانية وحقوق الفتيات في الحصول على التعليم".
ودعا جونسون، في كلمة أمام البرلمان، إلى مناقشة الوضع في أفغانستان، لكنه استبعد إجراء تحقيق بشأن الفترة التي قضتها بريطانيا هناك، قائلاً إن "معظم الأسئلة تم الرد عليها بالفعل".
وتابع: "سنفعل... كل ما في استطاعتنا لدعم من ساعدوا بعثة المملكة المتحدة في أفغانستان، وسنعمل بكل طاقتنا لدعم المنطقة الأوسع حول أفغانستان، وسنفعل كل ما يمكن لتجنب حدوث أزمة إنسانية".
وقال إن الاعتقاد بأن أي بلد في حلف شمالي الأطلسي يريد استئناف العمل العسكري في أفغانستان بعد سيطرة طالبان ما هو إلا "وهم".
وأضاف: "هذه الفكرة انتهت مع المهمة القتالية في 2014، ولا أعتقد أن نشر عشرات الآلاف من الجنود البريطانيين لقتال طالبان هو خيار مطروح".
وأكّد جونسون أن المملكة المتحدة أجلت 306 بريطانيين و2052 أفغانياً، موضحاً أنه "تمت معالجة طلبات ألفي مواطن أفغاني آخر وتجري معالجة طلبات أخرى حالياً".
وأعلنت الحكومة البريطانية، مساء الثلاثاء، إجراءات جديدة تهدف إلى استقبال 20 ألف لاجئ أفغاني على "الأمد الطويل"، بينهم 5 آلاف في السنة الأولى.
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن محادثة مع جونسون، أمس الثلاثاء، بشأن الوضع في أفغانستان، واتفقا على عقد اجتماعٍ افتراضي لزعماء مجموعة السبع، الأسبوع المقبل، لمناقشة وضع استراتيجية ونهج مشتركين.
قائد الجيش البريطاني: "طالبان" ربما تكون مختلفة هذه المرة
من جهته، قال قائد الجيش البريطاني، اليوم الأربعاء، إنه ينبغي أن يعطي العالم حركة "طالبان" متسعاً لتشكيل حكومة جديدة في أفغانستان، وربما "يكتشف بعدها أن الذين تعامل معهم طيلة عقود على أنهم متشددون قد أصبحوا أكثر عقلانية".
وقال قائد أركان الدفاع البريطاني، نيك كارتر، إنه على اتصال مع الرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، مضيفاً أن كرزاي يجتمع مع "طالبان" اليوم.
وتابع: "علينا أن نتحلى بالصبر، وعلينا أن نمسك أعصابنا وأن نمنحهم فرصة لتشكيل حكومة وأن نعطيهم متسعاً لإظهار إمكاناتهم... ربما كانت طالبان هذه مختلفة عن طالبان التسعينات التي يتذكرها الناس".
وأكد أن "طالبان" هذه "أكثر عقلانية، لكن ما يجب علينا أن نتذكره جيداً أنها ليست منظمة متجانسة.. طالبان مجموعة من شخصيات قبلية متباينة جاءت من كل أطياف الريف الأفغاني".
وأضاف أن "طالبان" ربما تكون "الأكثر تعقلاً.. إنها أقل قمعية. وإذا نظرنا للطريقة التي تحكم بها كابول في الوقت الراهن، فسنجد مؤشرات على أنها أكثر عقلانية".