دسمان نيوز – كتب سعادة سفير جمهورية اذربيجان لدى دولة الكويت هذا المقال بمناسبة احياء الذكرى السنوية لحرب 44 يوماً الوطنية
الاصدقاء الأعزاء .. يسعدني أن أراكم مرة أخرى في سفارة جمهورية أذربيجان في الكويت. الغرض من المؤتمر الصحفي اليوم هو تخليد ذكرى جنودنا الذين ضحوا بأرواحهم في الحرب الوطنية في سبتمبر – نوفمبر 2020. لهذا، أرجو منكم تخليد أرواح شهدائنا بالوقوف دقيقة صمت …
الأصدقاء الأعزاء
خلال الحرب الوطنية التي استمرت 44 يومًا، كتب جنودنا وشعبنا ككل ـ تأريخاً ملئياً بملحمة بطولية جديدة، وأظهرت بسالة وشجاعة عظيمتين. انتهى الاحتلال الذي دام قرابة 30 عاما وتم تحرير أراضينا. ضحى الشعب الأذربيجاني بأرواح حوالي 3000 جندي في الحرب الوطنية العظمى واستعاد الحق والعدل.
كما تعلمون، خلال حرب قره باغ الأولى في 1991-1994، احتلت جمهورية أرمينيا 20٪ من أراضي أذربيجان، بما في ذلك قره باغ الجبلية والمناطق السبع المحيطة بها. ونتيجة للاحتلال، طُرد أكثر من مليون أذربيجاني من ديارهم وأصبحوا لاجئين ومشردين داخليًا. منذ 30 عامًا على وجه التقريب، اجرت أذربيجان محادثات سلام مع أرمينيا من خلال وساطة مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وعولت على حل النزاع سلميًا. ومع ذلك، نود أن نؤكد مع الأسف أن سياسة العدوان والتطهير العرقي التي تنتهجهما أرمينيا على المدى الطويل ضد أذربيجان، والتي عرقلت باستمرار عملية السلام، شكلت تهديدا وخطرا مستمرين للاستقرار والسلام في المنطقة.
لم تُتخذ اية خطوات عملية حيال تنفيذ احكام ما ود في قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن انهاء العدوان العسكري الأرمني، واستعادة وحدة أراضي أذربيجان داخل حدودها المعترف بها دوليًا، وعودة اللاجئين والمشردين داخليًا إلى وطنهم، وبالتالي ضمان السلام والأمن الدائمين في المنطقة، وكذلك القرار الصادر في 14 مارس عام 2014 من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن “الوضع في الأراضي المحتلة بأذربيجان”، والذي ينص على انسحاب القوات الأرمنية المسلحة من الأراضي المحتلة، وظلت الأحكام الواردة في هذه الوثائق حبراً على ورق. ولم تسفر محادثات السلام المطولة التي أجرتها المنظمات الدولية المختصة التي تتوسط في تسوية المشكلة عن أي نتائج ملموسة.
وفقًا للمادة رقم 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وعلى الرغم من تمتع أذربيجان من حق الدفاع عن النفس، فقد اتبعت دولتنا دائمًا سياسة سلمية، تلتزم بمبادئ وقواعد القانون الدولي المعترف بها عالميًا، وتحاول بصبر حل مسالة وحدة ترابها سلمياً. ولكن، وعلى الرغم من كل الجهود، لم تتخل أرمينيا عن سياستها العدوانية.
اعتبارًا من 27 سبتمبر 2020، استخدمت القوات المسلحة الأرمينية التي تقدمت بمطالبات إقليمية على أذربيجان حتى أسلحة محظورة، بما في ذلك أنظمة الصواريخ الباليستية العملياتية والتكتيكية، لتدمير وحدات من القوات المسلحة الأذربيجانية، فضلاً عن المستوطنات المكتظة بالسكان حتى الآن من خط المواجهة مما أسفر عن مقتل 94 مدنياً بينهم 12 طفلاً، وإصابة 414 شخصاً، بينهم 50 طفلاً، ودمار أكثر من 3410 منازل، و 120 عمارة سكنية، و 512 بنية تحتية مدنية، بما في ذلك العديد من المدارس والمستشفيات ورياض الأطفال. منذ نهاية الحرب، لقي حوالي 30 شخصًا مصرعهم بسبب الألغام اي الألغام المضادة للأفراد والمضادة للدبابات، وأصيب أكثر من 100 مدني، كما اودت الألغام المزروعة بحياة صحفيين أذرييجانيين.
حررت الدولة الأذربيجانية أراضيها المحتلة من قبل أرمينيا في غضون 44 يومًا من العمليات الهجومية المضادة الناجحة التي نفذتها في الفترة من 27 سبتمبر إلى 10 نوفمبر 2020 من أجل استعادة وحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا وإحلال السلام والأمن الدائمين في المنطقة مما مكنها من تنفيذ القرارات الأممية المذكورة بمفردها.
بتوقيع البيان الثلاثي في 10 نوفمبر 2020، الذي أعلن انتهاء جميع العمليات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان، انتهى الصراع تقريبًا. بعد الحرب التي استمرت 44 يومًا، ظهرت فرص جديدة في جنوب القوقاز لضمان سلام مستدام، وتطبيع العلاقات بين الدول وتطويرها وفقًا للواقع الجديد، وحل النزاع طويل الأمد في المنطقة تمامًا، واستعادة جميع العلاقات الاقتصادية وصلات النقل في المنطقة.
الصحفيون الأعزاء!
يقوم فخامة رئيس جمهورية أذربيجان السيد / إلهام علييف بزيارات منتظمة للأراضي المحررة وقد بدأت بالفعل أعمال الترميم والتعمير. وفي هذا الصدد قال فخامة الرئيس إلهام علييف: “سنحول كاراباخ إلى فردوس الأرض. تم بالفعل إصدار جميع التعليمات. نقوم بكافة الأعمال اللازمة بطريقة مخططة وسنعيش في هذه الاراضي الى الابد “.
ومن المتوقع ان تخصص الدولة الأذربيجانية 2.2 مليار منات من ميزانيتها المقررة لعام 2021 لأعادة اعمار قره باغ. كما أعربت عدد من البلدان الصديقة عن رغبتها في المشاركة في عملية اعمار أراضينا المحررة. في مجال أعمال البناء في قره باغ، بدأ بالفعل تعاون ملموس مع شركات أجنبية من تركيا والمجر وإيطاليا وبريطانيا وكوريا الجنوبية.
في الختام، أود أن أشير إلى أن حكومة الكويت كانت من أوائل الدول التي قدمت مساعدات إنسانية لتحسين ظروف المعيشة للأذربيجانيين الذين أصبحوا لاجئين ومشردين داخليا في حرب قره باغ الأولى. تتفهم دولة الكويت التى عانت من احتلال بشكل أفضل آلام وصعوبات أذربيجان واعلنت في بيان لها خلال الحرب الوطنية الثانية دعمها لحل سلمي للنزاع في إطار القانون الدولي. اما القانون الدولي فهو مصدر قوتنا دائمًا. نشكر حكومة الكويت دائما على ذلك.
في الوقت نفسه، لدينا آمال كبيرة في استئناف الرحلات الجوية مع دولة الكويت الصديقة بعد فترة انتهاء الجائحة والتنمية الشاملة لعلاقاتنا الاقتصادية، ونتمنى مساهمة الاستثمار الكويتي في ترميم وتعمير الآثار المادية والثقافية في الأراضي المحررة من الاحتلال وفي مشاريع اجتماعية واقتصادية تنموية أخرى.