بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أمس الأربعاء، القضايا الإقليمية التي تهم البلدين، وعلى رأسها الاستحقاقات المنتظرة في ليبيا والقضية الفلسطينية، فيما شدد الجانبان على تعزيز الجهود الدولية ذات الصلة بالاستحقاقات الليبية، ومنها الانتخابات المقبلة في ليبيا، في وقت دانت فيه الأمم المتحدة اختطاف مسؤول ليبي دعا لتظاهرات سلمية دعماً للانتخابات.
وقال بيان للرئاسة المصرية، إن السيسي وسوليفان ناقشا أيضاً إعادة الإعمار في قطاع غزة، وسد النهضة الإثيوبي والعلاقات الثنائية والوضع في تونس وسوريا واليمن والعراق.
ووصل سوليفان إلى القاهرة بعد أن زار السعودية والإمارات، وبصحبته بريت ماكجورك، منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وقال البيان إنه فيما يتعلق بليبيا اتفق الجانبان على تعزيز التنسيق بشأن انسحاب القوات الأجنبية وتوحيد المؤسسات العسكرية الليبية. وأضاف أن السيسي شدد على أهمية الالتزام بخطة إجراء الانتخابات في ديسمبر/ كانون الأول.
وأكد السيسي الأهمية التي توليها مصر لإنجاح المسار السياسي، وسحب كافة القوات الأجنبية من ليبيا، مشدداً على أهمية إجراء الانتخابات الوطنية بليبيا في موعدها المقرر في ديسمبر المقبل. وأشار الرئيس المصري إلى أن السبيل الفعال لتحقيق الاستقرار في المنطقة، هو عودة الدول التي تعاني أزمات إلى إطار الدولة الوطنية بالمفهوم الشامل.
وبحث وزير الخارجية المصري سامح شكري مع الوفد الأمريكي العلاقات الاستراتيجية التي تجمع مصر والولايات المتحدة، فضلاً عن مناقشة عدد من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
حادثة التسمم في بنغازي
من جانب آخر، أكدت مديرية أمن بنغازي، أن قسم التحريات العامة تمكن من القبض على الأشخاص المتهمين بتسرب غاز الكلور السام الذي تسبب في تسمم العشرات من المواطنين في منطقة القوارشة غرب بنغازي.
وأوضحت المديرية في بيان لها، أن «أحد المتهمين ليبي الجنسية والآخر مصري، وقالت إن التحقيق معهما كشف أنهما قاما بالخطأ بتسريب غاز الكلور من أحد الأنابيب بعد تعريضه لدرجات حرارة عالية، والتي تم شراؤها من أحد بائعي الخردة في المدينة دون إدراك خطورتها».
وأشارت مديرية أمن بنغازي إلى أن «الأنبوب مسروقة من داخل مصنع البيارة الكيميائي بمنطقة المشروع، وتم بيعه للمتهم المصري لاستخدامه في مصنع الخردة الذي يعمل فيه». وقالت مديرة مركز بنغازي الطبي فتحية العريبي «استقبلنا 30 حالة اختناق وغثيان، نتيجة لاستنشاقهم غاز الكلور السام أجريت لهم الإسعافات الأولية اللازمة وبعضهم غادر المستشفى».
خطف وقلق أممي
إلى ذلك، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، عن قلقها لاختطاف عماد الحاراتي رئيس الرابطة الوطنية للشباب وهي منظمة حكومية، عقب دعوته لتظاهرات سلمية داعية لإجراء الانتخابات نهاية العام الجاري.
وقالت البعثة الأممية في بيان صحفي في وقت متأخر من مساء الثلاثاء إنها «تعرب عن قلقها بشأن سلامة عماد الحاراتي بعدما أفادت تقارير بقيام مسلحين مجهولين باختطافه في طرابلس يوم 26 سبتمبر، عقب دعوته لتظاهرات سلمية لدعم إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر». وأكدت البعثة، أن مصير المسؤول الليبي «ما زال مجهولاً». فيما لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الليبية حول هذه الواقعة.
وجدد البيان تأكيد أن «الحق في حرية التعبير والتجمع أساسي ومحمي بموجب القانون الوطني والدولي»، داعياً إلى «الإفراج الفوري» عن الحاراتي وإجراء تحقيق سريع وشامل في واقعة اختطافه.
ويأتي خطف الحاراتي، عقب شهر على خطف رضا فريطيس مدير مكتب نائب رئيس الحكومة الليبية في طرابلس، الذي أعلن عن إطلاق سراحه لاحقاً. (وكالات)