دعت روسيا، الغرب لمساعدة أفغانستان اقتصاديا لمنع البلد الذي يواجه أزمة إنسانية وأمنية خطرة، من الانزلاق إلى تجارة المخدرات والإرهاب.
وصرح مبعوث الكرملين لأفغانستان زامير كابولوف للصحافيين: «إذا حاول الغرب خنق أفغانستان (…) بالجوع فلن يكون أمامها من خيار سوى اللجوء إلى تهريب المخدرات».
وحذرت وكالات للأمم المتحدة، أمس الإثنين، من أن البلاد على شفا واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وقدرت أن أكثر من نصف سكانها سيعانون من انعدام حاد في الأمن الغذائي هذا الشتاء.
وأضاف كابولوف أن جزءا من الأفغان الفقراء «إما سينضمون إلى منظمات إرهابية أو يتدفقون على أوروبا». وشدد أن «على أوروبا أن تفعل كل شيء لتحفيزهم على البقاء في بلدهم». ودعا المبعوث الروسي الاتحاد الأوروبي بشكل خاص إلى التحرك و»العودة إلى أفغانستان». وتابع «ما كان ينبغي للشركاء الأوروبيين مغادرة أفغانستان» وقد أجلت دول غربية عدة سفاراتها من كابول في حين أبقت روسيا والصين ودول أخرى قليلة على تمثيلها الدبلوماسي. وأكد أنه «لا يوجد تهديد والأمن مضمون».
وحسب الدبلوماسي الروسي، يمكن لطالبان أن تفكر في بيع أسلحة لجماعات إرهابية دولية في حال وجدت نفسها في «وضع يائس».
وأردف كابولوف: «حان الوقت للانتقال من الأقوال إلى الأفعال» مضيفا أن روسيا تستعد من جانبها لإرسال طائرات تحمل مساعدات إنسانية للشعب الأفغاني.
وقال كابولوف في مؤتمر صحفي «بناء على أوامر الرئيس، يجري التجهيز لعملية إنسانية أخرى لتقديم مساعدة عاجلة للشعب الافغاني». وأضاف: «لا يمكنني الإعلان عن موعد محدد (لتوصيل المساعدات)… لكنني أعتقد أنه سيحدث في الأيام القليلة المقبلة».
حجب مليارات الدولارات من المساعدات
واستضافت موسكو الأربعاء الماضي محادثات دولية أسفرت بشكل خاص عن اتفاق بين طالبان والروس والصينيين والإيرانيين لتعزيز التعاون الأمني في أفغانستان. وقد انتقدت روسيا الانسحاب الأمريكي المتسرع من أفغانستان، وهي تخشى أن تمتد الفوضى إلى حلفائها في آسيا الوسطى.
ودفعت سيطرة طالبان على الحكم في أفغانستان المانحين لحجب مليارات الدولارات من المساعدات عن اقتصاد البلد المعتمد عليها. ويحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ملايين الأفغان، ومن بينهم أطفال، قد يموتون جوعا ما لم يحدث تحرك عاجل.
وتحرص موسكو على تعزيز نفوذها في أفغانستان بعدما سحبت الولايات المتحدة قواتها، لكنها قلقة من امتداد حالة عدم الاستقرار إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق في آسيا الوسطى، وهي منطقة لها أهمية إستراتيجية بالنسبة لروسيا.
وقال كابولوف إن باكستان تأمل في عقد اجتماع يشمل أيضا روسيا والصين والولايات المتحدة، في إسلام اباد في النصف الثاني من نوفمبر تشرين الثاني. وأضاف أنه يتوقع حضور واشنطن، التي غابت عن محادثات موسكو، هذه المرة.
وفي السياق، ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أن ملايين الأفغان، ومن بينهم أطفال، قد يموتون جوعاً ما لم يحدث تحرك عاجل لإبعاد أفغانستان عن حافة الانهيار، ودعا للإفراج عن أموال مجمدة من أجل جهود الإغاثة الإنسانية.
تغير المناخ
وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي إن 22.8 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد سكان أفغانستان البالغ 39 مليون نسمة، يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي و»يتجهون صوب مجاعة» مقارنة مع 14 مليونا قبل شهرين فقط. وتابع في تصريحات من دبي: «الأطفال سيموتون. الناس سيتضورون جوعا. ستزداد الأمور سوءا بقوة».
وكانت أزمة الغذاء، التي فاقمها تغير المناخ، حادة في أفغانستان حتى قبل سقوط الحكم في أيدي طالبان.
وقال بيزلي: «ما نتوقع حدوثه يحدث بسرعة أكبر بكثير مما نتوقعه. سقطت كابول بأسرع مما توقع أحد وينهار الاقتصاد بوتيرة أسرع من ذلك». وأضاف أن المبالغ المخصصة لمساعدات التنمية يجب أن توجَّه للمساعدة الإنسانية، وهو ما أقدمت عليه بعض الدول بالفعل، أو أن يتم صرف الأموال المجمدة وتحويلها عبر البرنامج. وقال: «عليكم فك تجميد هذه الأموال حتى ينجو الناس».