هل أوكرانيا اليوم هي تايوان الغد؟ يبدو أن البعض في الصين يعتقد أن العواقب الكبرى على روسيا نتيجة غزوها لأوكرانيا قد تكون بمثابة بروفة لما يمكن أن تواجهه بكين في حال ضمها لتايوان بالقوة. وأن الحرب الأوكرانية قلبت العالم رأساً على عقب وأن روسيا يمكن أن تخسر موقعها كقوة عظمى.
كرست مجلة Caixin الصينية ذات عدد المشتركين الأكبر في البلاد صفحتها الأولى للحرب في أوكرانيا ودقت ناقوس الخطر للصين حيث يعتقد جزء من السكان أن أوكرانيا اليوم هي تايوان الغد.
وتشير المجلة في مقال بعنوان: "روسيا وأوكرانيا تعيدان تنظيم العالم" إلى أن الحرب دخلت في طريق مسدودة، في حين أن الوضع الجيوسياسي والأمن النووي ووسائل الاتصال قد خضعت لتغييرات كاملة وعميقة، وعلى الرغم من تفاوت ميزان القوى ومن أن الوضع على الأرض قد ينهار في أية لحظة، رأت المجلة أن الجيش الأوكراني لا يزال صامداً وأن موقف الغرب تطور بإصرار وتصميم منذ الحربين العالميتين.
هذه الحرب التي كان هدفها الأساسي الإطاحة بالحكومة الأوكرانية، قد غيرت عالم ما بعد الحرب الباردة بشكل جذري، ففي عصر الشبكات الاجتماعية المتطورة للغاية في عام 2022، تدور هذه الحرب في أوكرانيا على الهواء مباشرة مما أحدث تأثيراً هائلاً حول العالم.
يعتقد البعض أن أعظم إرث للحرب الروسية الأوكرانية سيكون إعادة العالم إلى أيام الحرب الباردة بينما يعتقد البعض الآخر أن روسيا ستفقد مكانتها كقوة عظمى تماماً وسيزداد تهميشها ولن يكون لديها القوة بعد الآن لمنافسة الغرب.
أما المجلة الصينية فترى إنه لا يمكن لأحد أن يتوقع كيف ستعيد الحرب الروسية الأوكرانية تشكيل العالم إلا أنها تصر على أن أوروبا بعد الحرب ستواجه روسيا أكثر عنفاً ولا يمكن التنبؤ بأفعالها وأكثر انفصالاً عن العالم.