اختتمت اليوم بالعاصمة السودانية الخرطوم، جلسات المائدة المستديرة لمبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني.
وثمن البيان الختامي مشاركة قطاعات كبيرة من المجتمع في المؤتمر، مشيرا إلى أن المخرجات خلاصة تشاور واسع ومتنوع ومتعدد من السودانيين كافة، لذلك جاءت المخرجات شاملة معتدلة، وخاطبت بعمق كل قضايا ومطلوبات المرحلة الإنتقالية وصولاً للشرعية الانتخابية.
وأكد البيان أن نداء أهل السودان سيسعى لعرض مخرجات المؤتمر على القوى التي لم تتمكن من المشاركة في المؤتمر، بهدف تحقيق أكبر قدر ممكن من توافق السودانيين. وفوض النداء رئيسه ولجنته العليا والتنفيذية للتواصل مع الجميع لشرح مخرجات النداء وتوسيع قاعدة المشاركين الراغبين في التعاون لوضع حد سريع وعاجل للأزمة الوطنية المتطاولة، التي لا تحتمل التأجيل على أن تنتهي المشاورات خلال أيام دون إبطاء يدفع ثمنه المواطن البسيط.
وهنأ نداء أهل السودان الشعب السوداني والقوات المسلحة بعيد الجيش، مؤكداً أن الشعب يدرك واجباته في نصرة ودعم جيشه، حامي الأرض والعرض. وكان رئيس مبادرة نداء أهل السودان الشيخ الطيب الشيخ الجد ودبدر خاطب الجلسة الختامية، مناشداً الجميع العمل من أجل إنجاح الفترة الانتقالية وأن يضعوا حدا لهذه المأساة التي وضعت البلاد في هذا الظرف العصيب.
ونص بيان التوصيات الصادر عن المبادرة في مشهد وطني تاريخي نادر ومشهود تنادى قادة البلاد من أهل التصوف وزعماء القبائل وقادة 120 حزباً سياسياً و40 مبادرة وطنية ورجال الدعوة والكنيسة ومنظمات المجتمع المدني وممثلو شباب الثورة والنساء والخبراء والرموز الوطنية، على مدار يومي 13 و14 أغسطس الجاري، بدافع البحث عن حل وفاقي رضائي للأزمة الوطنية المتطاولة التي تأذى منها الوطن والمواطنون شظفاً في العيش وهشاشة أمنية وعدم إستقرار وفتن قبيلية ودماء وأرواح الشباب الذي لا يمثل فقده فقد أسرهم وعائلاتهم فحسب، وإنما فقد أرواح الشباب فقد لسواعد الوطن المدخرة لبناء مستقبله.
وناقش المشاركون حلول الأزمة الوطنية وآفاق الخروج منها والسبيل إلي تحقيق الوفاق الوطني لاستكمال الفترة الانتقالية في فترة زمنية لا تتجاوز الـ18 شهراً، تقوم عليها حكومة مدنية مستقلة محددة المهام على رأس أولوياتها تحقيق تطلعات الشعب في حكم ديمقراطي راشد عبر إنتخابات حرة ونزيهه، وتسعى الحكومة المدنية إلى وقف التدهور الإقتصادي وبسط الأمن وهيبة الدولة والعدالة الإنتقالية والسلام، وكذلك ناقش المشاركون قضايا الثقافة والمجتمع والهوية والرياضة وهموم المواطنين.
وأشار البيان أن المباردة أصدرت العديد من التوصيات في 8 محاور رئيسية، أبرزها "تركز حكومة الفترة الانتقالية على وقف التدهور الاقتصادي وفق برنامج إقتصادي محكم علمي وعملي، يصدر عن مؤتمر اقتصادي يضم أهل الخبرة والشأن يعقد خلال أسبوعين من إعلان الحكومة، ينتهي بوضع خطط وسياسات وطنية قابلة للتنفيذ في المرحلة الانتقالية، ومعالجة تدهور أوضاع القطاع الزراعي والصناعي والخدمي"، وكذلك مراجعة السياسات الاقتصادية التي أدت إلى إفقار قطاعات واسعة من المجتمع.
وعلى الجانب المجتمعي، أشارت المبادرة في توصياتها إلى ضرورة الإلتزام بالقيم الأصيلة للشعب السوداني التي تقدس احترام الأديان السماوية والأعراف الحميدة والسلوك المنضبط بمرجعيات الأخلاق الكريمة في الفرد والأسرة والمجتمع وضرورة أن تعبّر التشريعات والسياسات عن هذه القيم والأعراف الحميدة، ونشر خطاب التسامح والإعتدال والوسطية في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والتفرقة والعنصرية، كما يتبنى نداء أهل السودان علاج جرحى ثورة ديسمبر وجرحى الصرعات القبلية وغيرها على أن يتم ذلك في أقرب وقت سواء كان العلاج داخل أو خارج السودان.
وعلى الصعيد السياسي، أكدت المبادرة التأكيد على إنفاذ اتفاقية سلام جوبا والعمل علي استكمال السلام مع الحركات المسلحة خارج الإتفاقية وإستمرار تعليق مسار شرق السودان إلى حين توافق كل الأطراف والتحضير لقيام منبر خاص لقضايا الشرق، والعمل على إكمال السلام في دارفور وجنوب كردفان. كما دعا نداء أهل السودان لعقد مؤتمر للحقيقة والمصالحة والسلام.
وأكدت توصيات المبادرة على ترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة والدفع نحو طريق تحقيق الديمقراطية عبر الانتخابات التي تمثل أساس الشرعية السياسية، مع ضرورة تهيئة المناخ الديمقراطي وكفالة الحقوق والحريات الأ ساسية، وبناء دولة المواطنة والحقوق والواجبات والمحاسبة العادلة والشفافة.