اندلعت احتجاجات في اليونان إثر حادث تصادم القطارين والذي أودى بحياة 43 شخصاً، حيث يراه الكثيرون حادثاً كان متوقعاً.
واصطدم مثيرو الشغب مع الشرطة خارج مقر شركة قطارات "هيلينيك" في أثينا- وهي الشركة المسؤولة عن صيانة سكك الحديد في اليونان. وخرجت احتجاجات أيضاً في مدينة سالونيك ومدينة لاريسا، التي وقعت الكارثة بالقرب منها. وقالت الحكومة إن تحقيقاً مستقلاً سيحقق العدالة.
وقد أُعلن عن حداد وطني عام لمدة ثلاثة أيام في عموم البلاد عقب الحادث، الذي اصطدم فيه قطار للركاب بآخر للشحن وجهاً لوجه، ما تسبب في اندلاع النيران بالعربات الأمامية.
وكان الكثير من الركاب البالغ عددهم 350 راكباً طلاباً في العشرينيات من عمرهم عائدين إلى سالونيك بعد قضاء عطلة نهاية أسبوع طويلة في الاحتفال بالصوم الأرثذوكسي الكبير. وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس متسوتاكيس إن "خطأ بشرياً مأساوياً" هو المسؤول عن الكارثة.
وقد وجهت لمدير محطة القطار في لاريسا البالغ من العمر 59 عاماً تهمة القتل غير العمد عن طريق الإهمال. لكنه نفى ارتكاب أي خطأ، ملقياً المسؤولية في وقوع حادث الاصطدام على خطأ فني. ويعتقد أعضاء نقابة العاملين في سكك الحديد أن أنظمة السلامة لم تكن تعمل بشكل مناسب، مع تكرار التحذيرات حول هذا الأمر خلال سنوات عدة.
وتعبيراً عن الاحتجاج والحداد، يعتزم عمال سكك الحديد الإضراب عن العمل الخميس بسبب ما يقولون إنه إهمال رسمي لسكك الحديد.
وقالت نقابة العاملين في بيان إعلانها عن الإضراب إن "الألم قد تحول إلى غضب على وقوع عشرات القتلى والجرحى من الزملاء والإخوة المواطنين".
وأضافت في تصريحات نقلتها وكالة رويترز للأنباء أن "عدم الاحترام الذي أظهرته الحكومات على مر السنين إزاء سكك الحديد اليونانية أدى إلى النتيجة المأساوية".
وكان وزير النقل كوستاس كارامانليس قد استقال من منصبه بسبب الكارثة، قائلاً إنه سيتحمل المسؤولية عن "الإخفاقات طويلة الأمد" للسلطات في إصلاح نظام سكك الحديد الذي قال إنه لا يلائم القرن الحادي والعشرين.
لكن خارج المستشفى الذي تُجلب إليه جثث ضحايا حادث التصادم، عُلقت لافتة كُتب عليها أن أي إخفاقات منهجية سيتم التستر عليها في التحقيق الرسمي الجاري حالياً.
ونظمت وقفة أيضاً في العاصمة أثينا خارج مكاتب شركة قطارات "هيلينيك". وفي وقت لاحق من اليوم، تحول الوضع إلى العنف في المنطقة نفسها، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين الذي ألقوا الحجارة وأشعلوا النيران في الشوارع.