تظاهر المئات في سان فرانسيسكو الأحد عشية قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك"، رفضا للممارسات النيوليبرالية للحكومات المعنية وتضامنا مع الفلسطينيين في غزة.
وقال الناشط المناخي نك إيفاسكو إن "منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (ابيك) شكل استعماري نيوليبرالي للحكم. نريد أن نتأكد من أنهم يضعون الناس والكوكب في صلب المفاوضات. وأضاف إيفاسكو عندما تجتمع البلدان للتفاوض، فإنها غالبا ما تتنازل عن حقوق الموارد والأراضي لشركات الشمال. وتابع الناشط في تحالف "لا لأبيك"، إنهم يتحدثون عن بناء اقتصاد أخضر لكن أن "تكون للرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل، إحدى أكبر الملوثين في العالم، منصة كي يناقش مع قادة العالم كيف يريد الاستفادة من اتفاقيات التجارة الحرة هذه، هو أمر مقلق جدا.
ولوحظ خلال التظاهرة تواجد عدد كبير من الأعلام واللافتات التي رُفعت تدعو إلى دعم الفلسطينيين ووضع حد للإبادة الجماعية. وقالت إليونور كوليه أنا هنا تضامنا مع الفلسطينيين الذين يذبحون بشكل جماعي. عائلة زوجي عالقة في غزة الآن. وأضافت هذه إبادة جماعية، ونحن، الولايات المتحدة، نساعد في تمويلها. واعتبرت أن من المنطقي الاحتجاج مع الناشطين المناهضين لـ"أبيك"، لأن القمة تجمع قادة دوليين بمن فيهم الرئيس جو بايدن الذي يصل إلى سان فرانسيسكو. وأضافت إن قضية تحرير الشعوب دولية، وكل هذه القضايا مترابطة.
ووصلت وفود الدول الأعضاء الـ21 في منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، بينها الصين واليابان وإندونيسيا، إلى مدينة سان فرانسيسكو في كاليفورنيا، حيث تعقد القمة بين 11 و17 نوفمبر، كما وصل نائب رئيس الوزراء الروسي أليكسي أوفرتشوك، لتمثيل روسيا باعتبارها "مشاركا كاملا.
وقال مات موراي المكلف ملف "أبيك" في وزارة الخارجية الأمريكية سيعامل أوفرتشوك كرئيس للوفد وستتاح له الفرصة للمشاركة الكاملة في أحداث الأسبوع، وأضاف موراي من الواضح أن مشاركة روسيا تأثرت بالعقوبات، موضحا بأن أوفرتشوك لن يكون بالمستوى نفسه من وجهة نظر البروتوكول الدبلوماسي مثل رؤساء الدول والحكومات الذين سيشاركون في القمة.
ولم يكن من المتوقع أن يتوجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يواجه مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية إلى سان فرانسيسكو، ولم تخف الولايات المتحدة بأنه غير مرحّب به.
ومن بين هؤلاء القادة خصم آخر للولايات المتحدة هو الرئيس الصيني شي جين بينج الذي سيجتمع مع الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء. وأعربت الولايات المتحدة عن أملها في تحقيق استقرار في العلاقات مع الصين وإيجاد مجالات محدودة للتعاون. وسبق للدولتين العظمتين أن أعربتا عن أملهما بتعزيز الاستقرار، ففي وقت بلغت فيه التوترات ذروتها بينها وأثناء استعداد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية بعد عام، تمثّل قمة أبيك فرصة فريدة لزعيمي البلدين للقاء.
ويتوقع أن يناقش بايدن وشي الأربعاء في أول لقاء يجمعهما منذ قمة مجموعة العشرين التي استضافتها بالي قبل عام، جملة خلافات تشمل تايوان، التي يمكن لانتخاباتها المقررة في غضون شهرين أن تثير توترات جديدة مع بكين، علما بأن الأخيرة تعتبر الجزيرة الديمقراطية التي تتمتع بحكم ذاتي جزءا من أراضيها ولم تستبعد ضمها بالقوّة.
وأعرب مسؤول أمريكي عن أمله في أن يفتح بايدن وشي خطوط اتصال جديدة، في ظل رغبة الولايات المتحدة باستئناف الاتصالات بين الجيشين والتي تعد ضرورية على وجه الخصوص لإدارة أزمة تايوان. وأفادت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ بأن الزعيمين سيتواصلان بشكّل معمّق بشأن قضايا استراتيجية وعامة ومربكة في إطار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، إضافة إلى مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية العالميين. وأضافت أن بكين تعارض "تحديد العلاقات بين الصين والولايات المتحدة من منطلق المنافسة.
