حذّر الكرملين، من تصعيد محتمل لحجم ونوعية المواجهة المتفاقمة مع الغرب. ولوّح برد مناسب على خطط حلف شمال الأطلسي (ناتو) إنشاء ما أطلق عليه منطقة شنجن عسكرية، مشدداً على أن روسيا لن تسمح بأي اقتراب لقوات الحلف إلى حدودها.
في غضون ذلك، أعلنت أوكرانيا تخصيص موازنات كبرى لتطوير الدفاع الجوي، وأعلنت عن خطط لتوسيع عمليات شراء أنظمة صاروخية، في رد مباشر على إعلان بعض البلدان الأوروبية وقف أو تقليص المساعدات العسكرية المقدمة إلى كييف. ورأى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن حديث ناتو عن إطلاق خطط لتوسيع التحرك العسكري للقوات والمعدات في إطار منطقة شنجن يشكل تطوراً جديداً في تأجيج المواجهة القائمة مع روسيا.
وأكد أن أي اقتراب من الحدود الروسية سوف يلقى بالتأكيد الرد المناسب. وأضاف الناطق الرئاسي الروسي تعليقاً على تصريح رئيس القيادة المشتركة للإمدادات والشؤون اللوجيستية في حلف شمال الأطلسي حول الحاجة إلى ما وصفه بشنجن عسكري للحلف، أن هذا التطور يعني تغيير شكل وحجم المواجهة، انطلاقاً من أن الحلف صنّف بلادنا خلال المرحلة الماضية كعدو محتمل الآن بات يعدّها عدواً مباشراً وواضحاً. وهذا ليس سوى تصعيد متعمد للتوتر في أوروبا، محذراً من أن الخطوة سوف تكون لها تداعيات وعواقب. وشدد بيسكوف على أن هذه تعدّ واحدة من الخطوات التي يقوم بها الحلف الغربي لتعزيز انتشاره على طول الحدود مع روسيا، وتشديد الطوق العسكري الذي يحاول فرضه على روسيا. والحلف هو الذي يتحرك باستمرار ببنيته التحتية العسكرية نحو الحدود الروسية، وهذا من الطبيعي أن يثير قلقنا وأن يستفز خطوات محددة وواضحة، بما في ذلك على صعيد تبني إجراءات جوابية لضمان أمننا».
وكان رئيس القيادة المشتركة للإمدادات والشؤون اللوجيستية في حلف شمال الأطلسي، ألكسندر سولفرانك، قد دعا إلى تفعيل ما أطلق عليه تسمية شنجن عسكري، بما يسمح لقوات دول الحلف بالتحرك بحرية ضمن حدود ناتو، لافتاً إلى ضرورة إعداد مسرح العمليات العسكرية المحتملة مسبقاً في حال اقتضت الحاجة إلى تفعيل المادة الخامسة من ميثاق ناتو للدفاع الجماعي.
في غضون ذلك، حمل تأكيد رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو أن بلاده لن تقدم أي نوع من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا، إشارة جديدة إلى اتساع درجة التباين في المواقف الأوروبية حول ملف تسليح أوكرانيا. وكانت هنغاريا وصربيا أكدتا في وقت سابق أنهما لن تشاركا في تقديم أي دعم عسكري لكييف، بينما لوّحت بولندا الحليف الأساسي لأوكرانيا في أوروبا بوقف المساعدات على خلفية خلاف مع كييف حول صادرات الغذاء. ودخلت هولندا على خط البلدان التي تستعد للانسحاب من تحالف الدعم العسكري المباشر بعد فوز التيار اليميني المؤيد لروسيا في الانتخابات الأخيرة. وقال فيتسو: إن بلاده تدعم استقلال أوكرانيا، لكنها لن تزوّدها بالأسلحة، وتدعو للمفاوضات مع روسيا.
وأوضح رئيس مجلس الشيوخ التشيكي، ميلوش فيسترتشيل، في أعقاب محادثاته مع فيتسو في براغ، أن فيتسو أبلغه التزام سلوفاكيا بدعم وحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها، لكنه في الوقت ذاته، أكد أن سلوفاكيا لن تقوم في الوقت الراهن بتزويد أوكرانيا بالأسلحة وتدعو إلى إجراء مفاوضات سلمية على الفور.
وخلص المسؤول البرلمان التشيكي إلى أنه اتضح أن مواقفنا (التشيك وسلوفاكيا) من هذه المسألة مختلفة للغاية. وأشار إلى أنه على الرغم من أن سلوفاكيا تتخذ موقفاً مختلفاً حيال النزاع الأوكراني، فإن علينا أن نستمر في توسيع العلاقات التشيكية- السلوفاكية.
ووصل فيتسو إلى براغ، في أول زيارة خارجية له بعد انتخابه رئيساً للحكومة السلوفاكية. ومن المتوقع أن يجري في براغ محادثات مع نظيره التشيكي بيتر فيالا، كما يستقبله رئيس البلاد بيتر بافل ورئيسة مجلس النواب ماركيتا بيكاروفا أداموفا. كما سيلتقي فيتسو زعيم حركة «آ ن و» المعارضة، ورئيس الوزراء التشيكي السابق أندري بابيش. ويعدّ التحرك الأول لحشد تأييد لسياسة تقليص المساعدات العسكرية المقدمة إلى أوكرانيا، وإبراز الحاجة إلى إطلاق عملية سياسية.