بعد أن ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن صاروخا يرجح إطلاقه من جانب حركة حماس خلال هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر الماضي، قد ضرب قاعدة عسكرية إسرائيلية، يُعتقد أن عددا من الصواريخ ذات القدرات النووية موجودة فيها، أثيرت تساؤلات حول إمكانية تعرض هذه القدرات النووية للخطر عند سقوط صواريخ عليها بسبب قدرتها التدميرية العالية.
صاروخ حماس، بحسب الصحيفة، أشعل نيرانا في قاعدة "سدوت ميخا" الجوية بوسط إسرائيل، واقترب من مخازن الصواريخ وغيرها من الأسلحة الحساسة.
تأمين المفاعلات النووية أمر معمول به في كل الدول التي تمتلك السلاح النووي ولا يمكن تهديدها بسهولة. كل الدول التي لديها سلاح نووي تؤمن هذه القدرات بالأسلحة والدفاعات المستحكمة التي يصعب اختراقها، وهو ما ينطبق على إسرائيل التي تشعر أنها مهددة. ولا تعترف إسرائيل علنا بحيازتها ترسانة نووية، إلا أن عددا من مسؤوليها هددوا باستعمال هذه الترسانة في قطاع غزة.
يرى علي عبد النبي، نائب رئيس هيئة المحطات النووية السابق في مصر، أنه ليس من السهولة بمكان انفجار قنبلة نووية حتى في حال اصطدامها أو سقوطها من طائرة. القنبلة النووية الانشطارية تتكون من مواد ثقيلة تحتاج لمفجر قوي يكون ضغطا شديدا حتى تتشكل كتلة حرجة تسبب انشطارا متسلسلا يؤدي للانفجار النووي. القنبلة الهيدروجينية تعمل من خلال دمج مواد خفيفة من نظائر الهيدروجين وهو ما يحتاج لضغط وحرارة عاليين، وهذا الضغط وتلك الحرارة تستمد من قنبلة انشطارية وبالتالي فإن القنبلة الهيدروجينية تكون بداخلها قنبلة نووية.
توجد قرابة 13 ألف رأس حربي في العالم، والأسلحة النووية مصممة بعناية مع مستويات عالية من السلامة والأمن والموثوقية، وبالتالي نسبة انفجار السلاح النووي قبل الأوان بشكل تلقائي واحد في المليار.
نسبة انفجار السلاح النووي في بيئة غير طبيعية واحد في المليون، فهي مؤمنة ضد حدوث حريق، أو سقوط القنبلة بشكل عرضي عند نقلها من مكان لمكان بالطائرة، أو سقوط قنبلة أو صاروخ على القنبلة النووية، أو حتى عند إطلاق الصاروخ النووي بواسطة صاروخ باليستي واعتراضه بصاروخ آخر فعند ذلك لا ينفجر السلاح النووي. هناك نظم متعددة من الروابط القوية المهمة للسلامة، وهي تتداخل بحيث يكون كل نظام مستقل عن الآخر لمنع حدوث انفجار تلقائي أو عرضي.
توجد ثلاث أنظمة للأمان، كل منها مستقل، ولو حدث استخدام اثنتين من الأنظمة الفرعية للسلامة فإن نسبة الخطر واحد في المليون، ولو استخدمت ثلاث من هذه الأنظمة تكون نسبة الخطر واحد في المليار. سقوط صواريخ من الفصائل الفلسطينية على موقع به قنابل أو رؤوس نووية لا يسبب أي أضرار له، لأن القنبلة النووية تكون مفككة في حالة التخزين، وعند رفع حالة الاستعداد النووية يتم تجميع هذه الأجزاء الرئيسية، مع ترك بعض الأجزاء الخفيفة ليتم تركيبها في لحظة الإطلاق. الرأس الحربي النووي والقنبلة النووية يكونان منفصلين ويتم تركيبهما لحظة الاستخدام. المكونات الحيوية اللازمة للتفجير النووي يتم عزلها عن المناطق المحيطة بها عن طريق وضعها داخل منطقة خاصة محاطة بحواجز. عند إصدار أوامر يتم فتح الحواجز بواسطة أشخاص مدربين تدريبا عاليا قبل الإطلاق الفعلي للسلاح النووي وهم من يتولون عملية التركيب. سقوط القنبلة أو حتى سقوط صواريخ عليها لا يسبب أي انفجار، ولو أطلق صاروخ باليستي يحمل رأسا نوويا من الولايات المتحدة إلى روسيا وتم اعتراضه بصاروخ دفاعي، فإن الرأس الحربي النووي لا ينفجر، وبالتالي سقوط صواريخ من الفصائل الفلسطينية لا يسبب أي أضرار حتى لو حدث حريق في المنطقة أو المخزن.
في عام 1957، سقطت قنابل نووية عن طريق الخطأ من طائرة أمريكية ولم يحدث أي شيء، لأن القنبلة النووية تحتاج تجهيزات للانفجار وعدم وجود هذه التجهيزات يحول دون انفجارها.