أدلى ملايين الباكستانيين بأصواتهم الخميس في انتخابات تشريعية تشوبها اتهامات بالتزوير، إذ يقبع سياسي يحظى بشعبية واسعة في السجن بينما يرجّح فوز المرشّح المفضّل بالنسبة إلى المؤسسة العسكرية.
وفي خطوة تفاقم المخاوف حيال نزاهة الاقتراع، أعلنت السلطات تعليق خدمات الهواتف المحمولة عبر البلاد "للمحافظة على القانون والنظام" بعد حملة انتخابية شهدت أعمال عنف دامية بينها انفجاران الأربعاء أسفرا عن مقتل 28 شخصا.
وتوقّعت الاستطلاعات أن تكون نسب المشاركة منخفضة في أوساط الناخبين المؤهلين للتصويت بعد حملة انتخابية باهتة خيّم عليها سجن رئيس الوزراء السابق عمران خان والسجالات بين حزبه "حركة إنصاف" والمؤسسة العسكرية. ويُتوقع أن يفوز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية- جناح نواز بمعظم المقاعد الخميس، مع إشارة محللين إلى أن مؤسسه نواز شريف البالغ 74 عاما نال رضا الجنرالات. وخارج مركز اقتراع في إسلام أباد، أكدت طالبة علم النفس البالغة 22 عاما حليمة شفيق أنها عازمة على الإدلاء بصوتها.
فتحت مراكز الاقتراع عند الثامنة صباحا ومن المقرر أن تغلق أبوابها تمام الساعة 17,00 مع مهلة ساعة إضافية للناخبين الموجودين داخل المراكز. ونُشر أكثر من 650 ألف عنصر من الجيش والقوات شبه العسكرية والشرطة لتأمين الانتخابات التي شهدت أعمال عنف.
وذكرت وزارة الخارجية أنه سيتم أيضا إغلاق الحدود البرية مع إيران وأفغانستان المجاورتين أمام حركة السير كإجراء أمني. ويتنافس حوالى 18 ألف مرشح للفوز بمقاعد في البرلمان الوطني وأربعة مجالس محافظات. تجري المنافسة على 266 مقعدا في البرلمان الوطني (مع 70 مقعدا إضافيا مخصصا للنساء والأقليات) و749 مقعدا في البرلمانات الإقليمية.
لكن بخلاف الانتخابات الأخيرة، حُذف اسم حزب المعارضة من بطاقات الاقتراع، ما أجبر مرشحي حركة إنصاف على الترشّح كمستقلين. وحُكم على خان، لاعب الكريكت الدولي السابق الذي قاد باكستان للنصر في كأس العالم عام 1992، بالسجن لفترات طويلة بتهم الخيانة والفساد إلى جانب زواج غير شرعي.
ويؤكد مراقبون أن الفائز سيرث دولة تعاني انقسامات عميقة واقتصادا منهارا. ووصل معدل التضخم إلى نحو 30% بينما الروبية في حالة انهيار منذ ثلاث سنوات فيما أدى العجز في ميزان المدفوعات إلى تجميد الواردات وعرقلة النمو الصناعي بشكل كبير.