تسعى الجزائر إلى توظيف حدث استضافتها القمة السابعة للدول المنتجة للغاز في محاولة بناء الثقة مع الشركاء وتدارك ما فاتها بسبب الخلط بين الحسابات السياسية والمصالح الاقتصادية، ما قاد إلى مخاوف خاصة من جانب أوروبا حيال التعامل مع الجزائر كمورد للغاز موثوق به ودائم يمكن أن تعتمد عليه في تعويض الغاز الروسي.
وهز قرار الجزائر الذي يقضي بتعليق العمل باتفاقية الصداقة مع إسبانيا وتوقيف التجارة معها مصداقيتها كشريك تجاري لدى الأوروبيين، ولم يجدوا في التطمينات الجزائرية المتتالية ما يضمن لهم عدم تكرار الخلط بين التجاري والسياسي في المستقبل إذا وثقوا بالجزائر وراهنوا على غازها كبديل ثابت عن الغاز الروسي.
وتجد الجزائر في قمة الغاز فرصة لتبديد تلك المخاوف وإظهار تغيير جذري في سلوكها خاصة بتأكيد حرصها على استعادة العلاقات مع إسبانيا وتجاوز التوتر بين البلدين بسبب قرار مدريد دعم مقاربة المغرب القائمة على الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء، ما دفع الجزائر إلى الضغط على إسبانيا بورقة الغاز، وهو ما أثار مخاوف الأوروبيين.