ما زالت ردود الفعل المدينة لمقتل أكثر من 110 من الفلسطينيين في مدينة غزة تتوالى، من مختلف العواصم العالمية، حيث أثارت الحادثة التي حصلت خلال عملية توزيع مساعدات وتخللها تدافع و إطلاق نار إسرائيلي، موجة تنديد واسعة من دول غربية وعربية ومن المنظمات الدولية. وكررت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية المطالب بوقف فوري لإطلاق النار، وفتح تحقيق في ما حصل بشفافية كاملة.
منذ إعلان وزارة الصحة الفلسطينية أن أكثر من 110 شخصا قتلوا في إطلاق نار إسرائيلي، أثناء سعيهم للحصول على مساعدات، وإصابة 760 آخرين بجروح توالت ردود الفعل المدينة للحادثة، حيث أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش صدمته بعد التقارير الواردة عن مقتل الفلسطينيين خلال هرعهم للحصول على مساعدات، منددا بواقعة "مروعة.
وقال الناطق باسمه ستيفان دوجاريك لا نعرف تحديدا ما حدث. ولكن سواء قتل هؤلاء الأشخاص بنيران إسرائيلية، أو سحقتهم الحشود، أو دهستهم الشاحنات، فهذه أعمال عنف مرتبطة بطريقة ما بهذا النزاع. وندد منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بالمجزرة الجديدة، واصفا ما حصل بأنه غير مقبول. وقال إن حرمان الناس من المساعدات الإنسانية يشكل انتهاكا خطرا للقانون الإنساني الدولي، داعيا إلى إتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون عراقيل. من جهتها قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لاين عبر منصة إكس، يجب بذل كل الجهود من أجل التحقيق فيما حصل بشفافية كاملة. المساعدة الإنسانية طوق نجاة للذين يحتاجون اليها، ويجب ضمان وصولها إليهم.
كما نددت السلطات التركية بما وصفته جريمة جديدة ضد الإنسانية، معتبرة أن هذه المأساة مؤشر إلى أن إسرائيل تسعى عن قصد إلى تدمير الشعب الفلسطيني بكامله. وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين لإستهداف مدنيين عزل ما تسبب بمقتل المئات إزاء قصف قوات الاحتلال طوابير من المدنيين كانوا ينتظرون حصولهم على مساعدات. وأدانت الإمارات بشدة إستهداف قوات الإحتلال الإسرائيلي تجمعا لآلاف الفلسطينيين من سكان قطاع غزة كانوا ينتظرون إيصال مساعدات إنسانية وإغاثية إليهم. وطالبت وزارة الخارجية "بتحقيق مستقل وشفاف ومعاقبة المتسببين. في حين وصفت الحكومة القطرية ما حدث بأنه مجزرة شنيعة ارتكبها الإحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين عزل. وأكدت وزارة الخارجية القطرية أن إستمرار سلطات الاحتلال في إرتكاب جرائم في حربه الغاشمة على قطاع غزة، يؤكد ضرورة التحرك الدولي لوضع حد فوري لهذا العدوان غير المسبوق في التاريخ الحديث. وأدانت السلطات الكويتية الجريمة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، مذكرة بضرورة وقف فوري وعاجل لإطلاق النار، لضمان دخول المساعدات الطبية والإنسانية للمدنيين الفلسطينيين العزل.
بدورها أدانت وزارة الخارجية الأردنية بـ"شدة" استهداف القوات الإسرائيلية الوحشي لمدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية شمال قطاع غزة. وطالبت وزارة الخارجية السورية حلفاء إسرائيل بوقف هذه المجزرة فورا وإلا سيكونون جزءا أساسيا من الكارثة الإنسانية التي تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلي وكل من يدعمها بالسلاح ويؤمن لها التغطية السياسية والدعم الاقتصادي الذي يدفعها إلى ارتكاب مزيد من الجرائم وسفك دماء أطفال فلسطين. وفي بيان صادر، عن وزارة الخارجية العراقية جددت مطالبتها المجتمع الدولي بإستخدام كافة الوسائل الممكنة لحماية الشعب الفلسطيني الذي يعاني من أزمة إنسانية خطرة، مشيرة إلى أن إعتماد سلطات الاحتلال سياسة الإبادة الجماعية وإصرارها على مواصلة عمليات القتل والتهجير يشكل مؤشرا إلى تجاهل القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويتطلب وقفة جدية لحماية الشعب الفلسطيني.
في حين أكدت الرئاسة الليبية أن ما حدث في قطاع غزة يمثل جريمة غير مسبوقة في حملة الإبادة الجماعية التي تتصاعد استهتارا بدماء الفلسطينيين واستفزازا لكل البشرية ومطالبهم اليومية بحماية المدنيين، وإحتقارا للقضاء الدولي وأحكامه الصادرة، وإنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وتهديدا صارخا لمبدأ التعايش الإنساني. ودعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن للتحرك وتشكيل لجنة للتحقيق في هذه الجريمة، تمهيدا لمحاسبة المسؤولين عنها.