قالت مؤسسة بحثية أميركية إن انقسام نظام الحكم في ليبيا مهَّد الطريق أمام توسع النفوذ الروسي منذ العام 2018 على الأقل، لافتًا إلى توجه موسكو لتعزيز عمليات مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية لتكون تحت الإشراف المباشر من هيئة أركان الجيش الروسي.
وأضافت مؤسسة «جيمس تاون»، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء، أن «قائد القيادة العامة، المشير خليفة حفتر، يعمل على بناء اتصالات مع روسيا لتأمين تدريب للقوات الخاصة، مقابل تواجد روسي متزايد في شرق ليبيا، على الرغم من التحذيرات الأميركية».
وتحدثت عن «خطط استراتيجية عسكرية تعدها هيئة أركان الجيش الروسي بهدف تأمين النفوذ على ساحل البحر المتوسط»، لافتًة إلى أن قواعد «الجفرة وسرت وبراك الشاطئ الجوية جرى دمجها بالفعل في طريق الإمداد الجوي الروسي من اللاذقية إلى بانغي ومنطقة الساحل».
وعندما يجري الانتهاء من نشر الفيلق الأفريقي في غضون أشهر قليلة، رجح التقرير الأميركي أن تكون ليبيا نقطة انطلاق مهمة للعمليات الروسية في السودان، وجمهورية أفريقيا الوسطى، والتحالف العسكري الجديد لدول الساحل، الذي يتكون من النيجر ومالي وبوركينا فاسو.
كما شملت نقاشات حفتر في موسكو، حسب المؤسسة الأميركية، السماح لسفن بحرية روسية بالرسو على سواحل البحر المتوسط قبالة ليبيا، وهو ما لم تؤكده «القيادة العامة» أو أي مصادر مقربة من حفتر.
وقال التقرير: «يواصل حفتر اللقاءات مع المسؤولين العسكريين الأميركيين، على الرغم من أن هذا قد يوفر له نفوذًا في تعاملاته مع الروس، الذين لا يبدو أنهم يعارضون خطته لتأمين سيطرة عائلته على الحكم . لكن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين قد تثير بعض الشكوك في المعسكر الروسي، الذي يرى أن حفتر مفيد ولكن يمكن استبداله».
وأضاف: «جرى تسليم العمليات العسكرية الروسية في ليبيا إلى الفيلق الأفريقي الجديد تحت إشراف نائب وزير الدفاع الروسي، جنرال يونس بك يفكوروف، الذي اشتهر بقيادة فرقة العمل الروسية التي سارت مسافة 300 ميل من البوسنة للاستيلاء على مطار بريشتينا الدولي في كوسوفو قبل قوات حلف شمال الأطلسي في العام 1999».