يعوّل حزب المؤتمر الأفريقي، الحاكم في جنوب أفريقيا منذ 3 عقود، والذي يخوض الانتخابات العامة المقرّرة، الأسبوع المقبل، في ظل تراجع شعبيته، على آخر تجمع كبير له نظّمه، لحشد المتردّدين، معتمداً على ما جرى تحقيقه منذ نهاية نظام الفصل العنصري. وبدورها تسعى المعارضة لرص صفوفها في آخر نهاية أسبوع قبل الاستحقاق. وينظّم حزب المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية اليساري المتشدد تجمّعاً حاشداً في استاد في بولوكوان (شمالي شرق)، بمشاركة زعيمه المثير للجدل يولويس ماليما. وسعى المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية خلال الحملة للاستفادة من النقمة الشعبية في صفوف الغالبية الفقيرة ضد النخب السياسية. كذلك، ينظّم حزب التحالف الديمقراطي آخر تجمّع حاشد له، الأحد، في ضواحي جوهانسبرج بمشاركة زعيمه جون ستينهاوزن.
تقاطر مناصرو حزب المؤتمر الأفريقي إلى استاد يتّسع لـ90 ألف شخص، ويقع بين سويتو ذات الدور الفاعل في النضال ضد الفصل العنصري وجوهانسبرج، العاصمة الاقتصادية للبلاد. وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا: سنعمل أكثر وعلى نحو أفضل، واصفاً المؤتمر الأفريقي بأنه الحزب السياسي الوحيد في جنوب أفريقيا كلها القادر على حشد هذا العدد الكبير في مكان واحد. وأضاف: نجتمع هنا حاملين آمال وتطلعات الملايين، وتابع: سيقرر شعبنا ما إذا كانت بلادنا ستواصل المضي قدماً مع حزب المؤتمر الأفريقي نحو مستقبل أكثر إشراقاً، أو ستعود إلى الماضي الرهيب.
وقال نكولوليكو سيبيكو (37 عاماً): من الأهمية بمكان الوجود هنا هذه المرة؛ لأن حزب المؤتمر الأفريقي يواجه صعوبة حقيقية في الانتخابات المقررة، الأربعاء. وأضاف: يجب منحهم فرصة أخرى، معترفاً بأن بعض مسؤولي الحزب تصرفوا بشكل سيئ في إشارة إلى الفساد الذي يعاني منه الحزب الحاكم منذ انتخاب نيلسون مانديلا في عام 1994. وبالنسبة لسيبيكو، فإن الإخفاق الأكبر في عهد الرئيس الحالي سيريل رامافوزا يكمن في عجزه عن توفير الخدمات الأساسية لأكبر عدد ممكن من الناس، مع انقطاع التيار الكهربائي، ونقص المياه الذي يعاني منه معظم سكان جنوب أفريقيا. كذلك تنتقد نوميا نجيتو، وهي امرأة عاطلة عن العمل تبلغ 53 عاماً، وتعيش في مسكن للرعاية الاجتماعية، الحزب الحاكم، لكنّها تبدي امتنانها لحركة التحرير السابقة التي خلّصت السود من نظام الفصل العنصري والوحشي. وتضيف: على الأقل يحاولون تحسين حياتنا، وتشدد على أنه في الماضي كان الأمر محزناً ومؤلماً للغاية. لم يكن لدينا شيء. الآن، على الأقل لدي عنوان سكني. وتابعت: ليس كل شيء يفعلونه جيداً، فهم بعيدون عن الكمال لكنهم فعلوا أشياء جيدة.
في المقابل، ينتقد ناخبون كثر رداءة الخدمات العامة. وكان رامافوزا (71 عاماً) قد جال، في شوارع سويتو، حيث نشأ، وقال إنه اشتم بالفعل رائحة الفوز الذكية.
وفقاً لأحدث استطلاعات الرأي، فإن حزب المؤتمر الأفريقي يواجه خطر فقدان أغلبيته البرلمانية لأول مرة في تاريخه؛ إذ تفيد الاستطلاعات بأنه سيحصل على ما بين 40 و46% من نيات التصويت، ما من شأنه أن يجبره على تشكيل تحالفات للبقاء في السلطة؛ لأن البرلمان المنتخب هو الهيئة التي ستختار الرئيس المقبل. وشكّل الرئيس السابق جاكوب زوما (82 عاماً) الذي يعد أحد أركان المؤتمر الأفريقي والعدو اللدود لرامافوزا، مفاجأة بحصد ما بين 10 و14% من نيات التصويت. ويتزعّم زوما حزب أومكونتو فيسيزوي، الذي سمّي تيمّناً بالجناح المسلح لحزب المؤتمر الأفريقي إبان نظام الفصل العنصري، لكن ترشحّه أُبْطِلَ بسبب حكم صدر بحقّه في عام 2021، إلا أن صورته ستكون مدرجة في البطاقات الانتخابية التي طُبعت قبل صدور القرار.