كتاتيب النيجر.. احتفاء بالقرآن رمزا للهوية

العالم 09:30 03.06.2024

تقول الأسطورة في النيجر إن أمير المسلمين هناك المجاهد عثمان بن فوديو بعث بجنوده إلى دوجوندوتشي بمنطقة دوسو تبعد حوالي 300 كيلومتر شرقي العاصمة نيامي وهي إحدى ممالك الهوسا السبع، من أجل دعوة سكانها لترك السحر والشعوذة، والتوجه نحو تعلم القرآن الكريم، لكنهم عادوا أدراجهم عندما جفت الأنهار ونفد زادهم من المياه.

     ويقول رواة الأسطورة إن سحرة دوجوندوتشي قد حولوا الأنهار لأراضٍ جرداء تماما كما فعلت ملكتهم سارونيا مانجو باختفائها عندما قرر الفرنسيون إلحاق أطفال المنطقة بالمدارس الحكومية. ومرت 100 سنة على اختفاء الملكة، ولم تتحول دوجوندوتشي إلى منارة تعليمية، بل ظلت كما في الأسطورة مدينة السحرة.

      الخليفة عثمان بن فوديو كان أول من أسس نظام الحلقات الدراسية في كل من النيجر ونيجيريا، وإنه اختار علماء القبائل ملوكا لها فكان لكل ملك مسجد وحلقة دراسية ملحقة ببيته، وهي عبارة عن بهو مخصص لحفظ القرآن ودراسة علومه. ولقرون، حافظت ممالك الهوسا السبع على تقليد الخليفة المجاهد، بل تطور الأمر إلى أن مُكّن كل طالب أتم حفظ القرآن وأتقن علومه من فتح حلقة دراسية وبناء مسجد عند بيته. وهكذا تكاثر الأئمة العلماء، وزاد عدد المتعلمين، إلى بدايات القرن الماضي حيث شهد تاريخ المنطقة تحولا كبيرا. وفي حادثة تؤرخ لجهود الاستعمار الفرنسي للقضاء على الكتاتيب، تقول القصة المتواترة في النيجر إن أحد الرؤساء الفرنسيين قام بدعوة شيوخ القبائل وعلمائها ليعرض عليهم أدوية ضد الأوبئة، وعندما جاء الموعد واجتمعوا قام بحرقهم جميعا، مما دفع بقية العلماء للفرار خارج البلاد بعد الحادثة، فيما اختفى البعض ولم يعرف عنه أي خبر. لم يكتفِ الفرنسيون باستهداف العلماء، بل قاموا بحرق كل الكتاتيب بما فيها من كتب، واليوم نحن لا نملك أي مرجع تاريخي موثوق يؤرخ لتاريخ النيجر العلمي ما قبل الاستعمار. إلا أن هذا التاريخ يحكي عن علماء كالشيخ عثمان بن سمبو الفلاتي من منطقة أزاواغ، والشيخ محمد العابد من منطقة أغاديز، ممن قاوموا إغلاق المدارس القرآنية إلى أن استشهدوا. وأن الدولة كانت تعتمد اللغة العربية قبل الاستعمار، أو الهوسا بحروف عربية، حتى في القضاء والمعاملات المالية.

     مع مرور الوقت، رأت فرنسا أن تغير من طريقتها القمعية لتقنع الأطفال بارتياد المدارس، فأعلنت أن من ينهي المدرسة الابتدائية سيصبح جنديا، ومن سينجح في الإعدادية سيصبح مدرسا للصف الأول والثاني، وهكذا. نجح الأمر نسبيا، لكن لاحظ الفرنسيون أن كثيرا من الأسر ترسل أبناءها إلى نيجيريا ومصر والسودان لتعلم اللغة العربية المرتبطة بالدين وبتاريخ المجتمع، فأسست مدارس تدعى "فرانكو آراب" تدرس باللغتين العربية والفرنسية، وهي موجودة إلى اليوم في المدن الكبرى، وإن كانت صفوفها التعليمية محدودة.

     تنتشر في العاصمة نيامي اليوم مئات الكتاتيب، أو "ماكارانطا" كما تسمى باللغة المحلية. ويقول أهل البلد إنها عادت بعد استقلال النيجر، وإن كانت بشكل مختلف قليلا، إذ أصبح "الفقيه" يأخذ عن كل طالب أربعمائة فرنك سيفا (العملة المحلية) شهريا على الأقل، كما يدفع طلبة الكتاتيب الداخلية 25 ألف فرنك سيفا، مقابل الأكل والشرب والنوم، وتعلم علوم القرآن الكريم. ولا تعترف الحكومة النيجرية اليوم بسوى شهادة المدارس النظامية، ولا تسمح لخريجي الكتاتيب مهما كانت درجة معرفتهم بالحصول على وظيفة، لأن خريج الكتاتيب لم يتلق دروسا في التربية الجنسية والبدنية ولا يتقن الفرنسية، وهو ما تحرص عليه المناهج الحكومية.

     تعتبر نيجيريا المحطة الثانية في حياة الخليفة عثمان بن فوديو، وكانت قبل الحدود التي خطها المستعمر الفرنسي جزءا من ممالك الهوسا، وقد اشتهرت كوجهة أولى لتعلم القرآن وعلومه للنيجريين منذ قرون.

     ولا ترعى اليوم أي مؤسسة حكومية الكتاتيب، أو المدرسة القرآنية كما يطلق عليها، لكن أغنياء القبائل يخرجون صدقاتهم لها في المناسبات الدينية. كما أن كثيرا من الجمعيات الخيرية التابعة لدول عربية تتبرع لبناء المساجد في القرى، والتي يتم استغلالها كفضاء لتعليم القرآن وتدريس علومه من طرف الأئمة. ورغم التاريخ المتقلب الذي عاشته الكتاتيب هناك، فإن غالبية الأسر ما تزال تحافظ على تقليد إرسال أبنائها إلى الكتّاب قبل التحاقهم بالمدارس النظامية، إيمانا منهم بأن حفظ القرآن في الصغر كالنقش على الحجر.

 

سامي الحاج: "أذربيجان ستكون إحدى الدول الرائدة في العالم"

أحدث الأخبار

بيان صحفي: ديمقراطية من؟ برلمان الشباب من أجل أهداف التنمية المستدامة ينظم فعالية في مكتب الأمم المتحدة
16:15 10.10.2024
تركيا تعلن توقيف عميل للموساد
19:00 04.09.2024
منظمات الإغاثة تحذّر من أزمة جوع تاريخية في السودان
18:00 04.09.2024
ممر زانجازور يعكر صفو التحالف الروسي ــ الإيراني
17:30 04.09.2024
فيلادلفيا... رد مصري حاد يزيد الضغط على نتنياهو
17:00 04.09.2024
بزشكيان يتحدث عن حاجة إيران إلى جراحات كثيرة
15:00 04.09.2024
رئاسة كوب 29 تطلق منصة للشفافية لدعم الدول النامية في مواجهة تغير المناخ
14:00 04.09.2024
تضامن خليجي مع مصر ضد استفزازات إسرائيل
13:00 04.09.2024
استقالات بالجملة في أوكرانيا تمهيداً لتعديل وزاري واسع
12:00 04.09.2024
بوتين في منغوليا متحديًا الجنائية الدولية
11:00 04.09.2024
السيسي يزور تركيا في أول زيارة له منذ توليه الحكم في مصر
10:00 04.09.2024
طالبان تطمح إلى الحصول على معدات دفاعية روسية
20:30 03.09.2024
زعماء أفارقة إلى الصين بحثاً عن استثمارات
20:00 03.09.2024
أونروا: تطعيم 87 ألف طفل ضد شلل الأطفال في مخيمات وسط غزة
19:30 03.09.2024
اليابان تحتج بعد دخول سفينة صينية مياهها الإقليمية
19:00 03.09.2024
الشيخة حسينة من رئيسة وزراء بنغلادش الى معضلة دبلوماسية للهند
18:30 03.09.2024
السعودية وقبرص تبحثان تعزيز التعاون في النقل والخدمات اللوجيستية
18:00 03.09.2024
التضخم السنوي في تركيا يسجل تراجعاً كبيراً في أغسطس
17:00 03.09.2024
الأمم المتحدة ستواصل التعامل مع طالبان في أفغانستان
17:00 03.09.2024
فنزويلا تفرج عن عشرات المراهقين الذين اعتقلوا خلال مظاهرات
16:00 03.09.2024
لماذا تشكل مدينة بوكروفسك الأوكرانية أهمية استراتيجية؟
15:00 03.09.2024
ماليزيا ونيوزيلندا تدعوان إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة
14:00 03.09.2024
إصابة سفينتين تجاريتين بهجومين قبالة سواحل اليمن
13:00 03.09.2024
ارتفاع بورصات الخليج الرئيسية بفضل آمال خفض الفائدة
12:00 03.09.2024
اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بين سوريا وإيران
11:00 03.09.2024
بوتاش التركية اتفقت مع شل على توريد الغاز المسال لمدة 10 سنوات
10:00 03.09.2024
مصر تؤكد لمجلس الأمن رفض السياسات الأحادية الإثيوبية حول سد النهضة
09:16 03.09.2024
روسيا تحيي ذكرى مرور 20 عاما على مجزرة بيسلان
19:00 02.09.2024
بولندا إحياء الذكرى 85 لاندلاع الحرب العالمية الثانية
18:00 02.09.2024
الجيش الصومالي يعلن سيطرته على منطقة هلجن الحدودية مع إثيوبيا
17:30 02.09.2024
إسرائيل تشهد إضراباً شاملاً تضامناً مع أهالي المحتجزين في غزة
17:00 02.09.2024
إيران ترفض تفتيشاً دولياً يتجاوز معاهدة حظر الانتشار
16:30 02.09.2024
قطر للطاقة تشيد مجمعا عالميا لإنتاج سماد اليوريا
16:00 02.09.2024
تأكيد سعودي- قطري على تعزيز العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب
15:30 02.09.2024
خمسة مشاريع ضمن طرق الحرير الجديدة في أفريقيا
15:00 02.09.2024
الرئيس المكسيكي يختتم ولايته بإصلاح قضائي يثير التوتر مع واشنطن
14:00 02.09.2024
التحقيق النهائي في مروحية رئيسي يؤكد سقوطها لسوء الأحوال الجوية
13:00 02.09.2024
الإمارات تهنئ أوزبكستان بذكرى استقلالها
12:00 02.09.2024
مصر ترفض تصريحات رئيس وزراء إثيوبيا بشأن سد النهضة
10:00 02.09.2024
أردوغان يؤكد مضي تركيا قدما في تطوير مشروع القبة الفولاذية
21:00 01.09.2024
جميع الأخبار