عمق حزب التجمع الوطني (اليمين المتطرف) بزعامة مارين لوبان الفارق مع منافسه حزب النهضة الحاكم بعدما حصل على 31.5% من الأصوات مقابل 15.2% لمرشحة حزب النهضة فاليري هاير في الانتخابات الأوروبية. هذا التفوق الذي توقعته استطلاعات الرأي تسبب في أزمة سياسية بفرنسا وصلت إلى حد إعلان الرئيس ماكرون حل الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة. من جهته، سيعزز حزب التجمع الوطني من عدد النواب الذي سيرسلهم إلى البرلمان الأوروبي والذين قد يصل عددهم إلى 29 نائبا.
وبهذا يكون حزب التجمع الوطني المتطرف التشكيلة السياسية التي سيكون لديها أكبر قدر من النواب في البرلمان الأوروبي المقبل باسم فرنسا حيث سيتراوح عددهم ما بين 25 إلى 29 نائبا، وفق تقديرات استطلاعات الرأي. وفور إعلان النتائج، انفجر مناصرو حزب التجمع الوطني في قاعة "موبير موتياليتي" بباريس فرحة، ورفعوا هتافات موالية لجوردان بارديلا وصرخوا "لقد فزنا، لقد فزنا". ماكرون أصبح معزول أوروبيا وضعيف فرنسيا.
وعزا المحللون الفرنسيون ذلك إلى السياسة التي اتبعها الرئيس ماكرون منذ انتخابه في 2017 والتي تمثلت حسب رأيهم في "دعم أرباب العمل ورؤوس الأموال"، إضافة إلى "الإصلاحات غير الشعبية التي قام بها مثل إصلاح نظام التقاعد الذي قامت الحكومة بتمريره بالقوة عبر المادة 49.3".
وعلى ضوء النتائج التي حققها اليمين المتطرف الفرنسي في الانتخابات الأوروبية، قرر الرئيس ماكرون حل الجمعية الوطنية وتنظيم انتخابات تشريعية مبكرة في 30 يونيو و7 يوليو. فيما صفقت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني لهذا القرار الذي انتقده ممثل اليسار رافائيل غلوكسمان وسياسيين آخرين.
وبهذا القرار، تدخل فرنسا في نفق سياسي لا يعرف كيف يمكن الخروج منه. فإما أن يفوز اليمين المتطرف في الانتخابات التشريعية المقبلة بالغالبية ويقود سياسة البلاد، عبر حكومة تعايش مع ماكرون، حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 2027 أو ربما سيشهد ولادة ائتلاف جمهوري جديد وواسع النطاق هدفه قطع الطريق أمام الأحزاب اليمينية المتطرفة. وتبقى مجموعة من السيناريوهات السياسية ممكنة.